تعرضت الولايات المتحدة الجمعة الماضية لهجوم إلكتروني أسفر عن تعطيل آلاف المواقع الإلكترونية من أبرزها، Amazon وTwitter وEtsy Github وSpotify، حيث واجه ملايين مستخدمي الإنترنت حول العالم -خصوصاً في الولايات المتحدة -صعوبات في دخول المواقع الالكترونية الرئيسة، ما تسبب بخسائر مالية تقدر بمئات ملايين الدولارات.
الضربة طالت أجزاء واسعة في الولايات المتحدة، بل أطاحت بنصف شبكة الإنترنت العالمية وقد تأثرنا إلكترونيًا بتداعيات الهجوم باعتبارنا رعاية الإمبراطورية التكنولوجية الأمريكية، نتواصل عبر فيسها وتويترها، ونحول أموالنا عبر باي بالها.
ساعتان من الهجوم الإلكتروني كشفتا مخاطر منظومة الإنترنت التي أصبحت المتحكم الأول بالبنية التحتية العالمية التي تسير حياتنا، فيما يخشى باحثون أمنيون من أن تكون هذه الضربة مجرد "بروفا" أو مناورة حية تحضيرًا لهجوم أوسع يمكن أن يطال مرافق حيوية مثل محطات مياه والملاحة الجوية والبحرية وحتى المفاعلات النووية.
وقد استنفرت وكالة الأمن القومي الأمريكي و(سي آي إيه)، للتحقيق في الهجوم حيث هناك شكوك بوقوف روسيا خلفه نظرًا لوجود سوابق لعمليات اختراق لحسابات مؤسسات أمريكية رسمية، فيما وجهت مصادر أخرى أصابع الاتهام لقراصنة صينيون.
في حال ثبوت وقوف دولة وراء غارة الإنترنت فإن ذلك قد يكون مقدمة لحرب إلكترونية على غرار حرب النجوم في الثمانينات خلال الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي ضمن مبادرة الدفاع الإستراتيجي التي أنشأها الرئيس الأميركي رونالد ريغان في 1983 لاستخدام الأرض والنظم الفضائية لحماية الولايات المتحدة من هجوم بالصواريخ الباليستية النووية الإستراتيجية.
نشوب حرب إلكترونية عالمية سوف تكون نتائجها شبيهة بآثار معارك آخر الزمان التي ذكرت في الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية، والتي تنبأت بعودة الإنسان إلى زمن السيف والحصان.
في الحرب الإلكترونية "حرب السايبر" ستنهار الشبكات الذكية والمنازل الذكية والنقل الذكي والمدن الذكية، وسيسقط كل ما على شبكة الإنترنت وملتصق بروتوكول الإنترنت (IP) مثل السيارة والتلفزيون ونظارات «جوجل» وساعات «أبل» والثلاجات وأجهزة الإنذار وأجهزة فتح وغلق الأبواب، بمعنى آخر سوف تتحول كل الأجهزة الذكية التي نملكها إلى أجهزة غبية.
