17.86°القدس
17.56°رام الله
17.21°الخليل
24.84°غزة
17.86° القدس
رام الله17.56°
الخليل17.21°
غزة24.84°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

ستر الآثام بإنجازات وطنية

عصام شاور
عصام شاور
عصام شاور

تنازلت منظمة التحرير عن ثلاثة أرباع الوطن وحين تسأل أنصارها ماذا فعلتم، يقولون لك أننا حققنا إنجازات وطنية هامة، منها المحافظة على الهوية الفلسطينية والاعتراف بدولة فلسطين وسلسلة طويلة من الانجازات التي لم ترجع لاجئا ولم تخرج مستوطنا يهوديا ولم توفر الامن للمواطنين الفلسطينيين الذين يتصيدهم جيش الاحتلال على المعابر وفي شوارع الضفة الغربية وحتى على حدود قطاع غزة، وهذا ليس موضوعيا وانما هو مثله ويرتكز على قاعدة "ستر الآثام بالإنجازات الوطنية الوهمية".

منظمة التحرير قدمت ما قدمت من تنازلات ولكنها فشلت في اقامة دولة فلسطينية حسب اتفاق اوسلو، و(اسرائيل) بدورها بدأت تبحث عن بديل لمنظمة التحرير ويساعدها في ذلك اطراف عربية واجنبية، حيث تريد (اسرائيل) خلق قيادة فلسطينية جديدة، ويكون ذلك بالاجتماع معها سواء في الداخل الفلسطيني او في الخارج. القيادات الجديدة المرشحة او المفترضة لا بد ان تبحث عن مبررات لما ترتكبه من آثام وطنية وتعينها الاطراف المتآمرة على تحقيقها، فمثلا حين تذهب فصائل ليس لها دور في قيادة الشعب الفلسطيني الى مصر وتجتمع مع القيادة المصرية يعودون لنا حاملي بشرى فتح المعبر ووعود كثيرة، وحين تذهب شخصيات فلسطينية الى مؤتمر العين السخنة تعود بنفس البشريات وقد تتجاوب معها الاطراف لإظهار مصداقيتها وقدرتها على التغيير، فلا بد للقيادة الجديدة ان تكون قادرة على التغيير والا فلن يكون هناك مبرر لوجودها، تلك التسهيلات يراد منها التغطية على ما يحاك في الخفاء للقضية الفلسطينية.

فاجأتنا إحدى الصحف المحلية بعمل لقاء صحفي مع أحد مجرمي الحرب من قادة الاحتلال الاسرائيلي وهو وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، ولان ليبرمان لا علاقة_علنية_ له بفتح معبر رفح بدأت الصحيفة لقاءها بسؤال ليغطي عارها وهو " هذا هو اول لقاء لكم مع صحيفة عربية ما الذي يمكن ان نبشر به ابناء الشعب الفلسطيني؟"، والصحيفة هنا تحدثت وكأنها في حالة شراكة مع ليبرمان ما الذي يمكن أن "نبشر به"؛ نحن وانت يا ليبرمان، والاصل ان تقول " ما الذي يمكن ان " تبشر" به " شعبنا الفلسطيني"، ولكن ليبرمان بشر بأنه لا سلام مع الفلسطينيين وان عباس ليس شريكا للسلام ولا بد من التواصل المباشر مع الفلسطينيين" كما فعل مع صحيفة القدس والقيادات الجديدة "، ونقل السكان من داخل المناطق المحتلة عام 48 الى الضفة الغربية، وكما حرض ليبرمان عبر الصحيفة ضد القيادة الفلسطينية حرض ايضا على حماس وقادتها مستخدما اسلوب الترهيب والترغيب، وباختصار استطاع ليبرمان ان يمتطي ظهر حمار عربي وتجول به في الضفة الغربية وقطاع غزة.