لن نتطرق للقاء الدوحة -حتى لا نقلب مواجع الناس-بعدما دفعت "المكايدة" الرئيس محمود عباس الى حضن خصميه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية، ولا داعٍ لتحليل الحراك على الجبهة المصرية الغزية وعرابها محمد دحلان، حتى لا نقوض آمال المخنوقين في انتظار انفراجه وتحييد جبهة حصار، كما أن استعراض اشتباكات المخيمات والأجهزة الامية في الضفة لا تضيف جديدا سوى "العكننة" الوطنية.
بالمجمل الحديث في الشأن السياسي الفلسطيني: مصالحة، انقسام، فصائل، يستفز المواطن وربما يؤدي الى تراجع عدد قراء هذا المقال لان لسان حال الفلسطيني يقول: "يا طالب الدبس من قفا النمس كفاك الله شر العسل".
حتى إذا حاولنا التجول في المحيط نكتشف صدق المثل الشعبي: "اللي يشوف مصايب الناس تهون عليه مصيبته"، ابتداء من ثلاجة الرئيس عبد الفتاح السياسي الفارغة، مرورا بوجع حلب الذي اضيف لها جرح الموصل، وليس انتهاء بمأساة اليمن وليبيا حيث يطحن العربي في معارك الهوية والطائفية.
حلقنا بعيدا خلف المحيط حيث تتوهج الإمبراطورية الامريكية في موسم الانتخابات التي ستحدد بعد نحو 10 أيام الساكن الجديد في البيت الأبيض الذي سيقود العالم، وأبرز ما يلفت الانتباه أن الإنفاق على حملات المرشحين يسجل أرقامًا قياسية، حيث تشير التقديرات الأولية، وفقًا للواشنطن بوست إلى أن حملة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون أنفقت ما يتجاوز مليار دولار أمريكي على الحملات الدعائية، في المقابل، جمعت حملة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب 712 مليون دولار.
فجأة... قذفتنا الانتخابات الأمريكية مجددا نحو الشأن الفلسطيني، ففي غمرة التقصي خلف المرشحين ومواقفهم تم الكشف عن حديث صحفي للمرشحة كلينتون عام 2006، تقول فيه إن الانتخابات الفلسطينية التي أجريت عام 2006 وفازت فيها حركة حماس، كانت "خطأ فادحا". وأضافت:" لا أرى أنه كان من المجدي بالنسبة إلينا المطالبة بإجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية، وما دمنا طالبنا بهذه الانتخابات فإنه كان من الأجدر بنا التحقق من قدرتنا على تحديد الجهة التي ستفوز بها"... يعني حتى انتخاباتنا لازم تكون بالمقاس الأمريكي.
