19.44°القدس
19.28°رام الله
18.3°الخليل
24.47°غزة
19.44° القدس
رام الله19.28°
الخليل18.3°
غزة24.47°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

الجنرال عون رئيسا.. هل انتهت أزمة لبنان؟

ياسر الزعاتره
ياسر الزعاتره
ياسر الزعاترة

بعد عامين ونصف من الشغور الرئاسي، أصبح الجنرال ميشال عون رئيسا، فهل انتهت الأزمة في لبنان، أم ستتواصل بأشكال شتى؟

كان مهما أن يفشل عون في الحصول على المنصب من الجولة الأولى، وقد كان على مرمى صوتين من ذلك، وكأنها كانت مقصودة، مع أنها لم تكن كذلك، إذ عبّر كل عن قناعاته.

الأصوات الـ36 البيضاء، والـ6 الملغاة، في الجولة الأولى كانت تعبيرا عن رفض الصفقة التي تمت بين الحريري وعون (لم يتغير رقم عون في جولة الفوز)، والتي أفضت إلى حل المعضلة الرئاسية، وهذا يعني أن الحريري لن يكون هو ذاته قبل هذه الصفقة، وهو بدأ مسيرة التراجع بعد فشل كتلته في انتخابات طرابلس، في حين يصعد أشرف ريفي بقوة، وعُدّته في الصعود تتمثل في خطابه القوي في مواجهة حزب الله.

لا شك أن سنّة لبنان قد شعروا بالهزيمة جراء تلك الصفقة، وهم يتجرّعون ذات الهزيمة منذ اجتياح حزب الله لبيروت عام 2008، من دون أن يُرد لهم الاعتبار، وجاءت هذه الصفقة لتعزز من مرارتهم، رغم قناعة كثير منهم بأن حزب الله يفضل الفراغ على انتخاب عون رغم دعمه القوي له.

واقع الحال أن لبنان يحكمه من يملك السلاح، أعني حزب الله، لكنه يحكمه بصيغة مواربة لأنه عاجز عن تحمل مسؤولياته، وهم يخيف الجميع بسلاحه، ومن اغتال رفيق الحريري ذاته، وبعده آخرون، لا يمكن أن يتمرد عليه أحد، وإن خرج أمثال أشرف ريفي عن المشهد وصعّدوا ضده، في وقت يبدو من الصعب عليه العودة إلى سياسة الاغتيالات في ظل تورطه الراهن في سوريا.

برأي نبيه بري، كانت صفقة عون تسوية إيرانية أمريكية، الأمر الذي يعزز من سؤال موقف السعودية مما جرى، وهل تمرد الحريري عليها (يُستبعد ذلك)، أم حصل على موافقتها بعد أن أقنعها، أو اقتنعت بأن وجود رئيس ولو كان عون سيكون أسوأ لحزب الله من الوضع الراهن؟

أيا يكن الأمر، فالمعضلة لم تنته فصولا بعد، وسيثبتها تشكيل الحكومة الذي قد يستغرق شهورا، بحسب البعض، مع التذكير بأن نصر الله قد اعتبر القبول بالحريري رئيسا لها “تضحية” كبيرة، في حين سيعمل عون على أخذ الصلاحيات بوضع اليد، هو الذي لا يمنحه الدستور الكثير.

على أن تشكيل الحكومة أيضا لن يحل المعضلة التي ستبقى هي ذاتها ممثلة في أن السطوة الأكبر في البلد هي لمن يحمل السلاح، ويتفوق بقدراته على الجيش، ولا يسمح بمناقشة الأمر، فضلا عن أخذه شباب البلد لحرب خارجية.

يعوّل البعض على أن عون “القوي” لن يسمح أيضا بتغوّل حزب الله، وهو أمر وارد، لكنه مستبعد في ظل منطق تحالف الأقليات الذي يتبناه، واستمرار النزاع السوري الذي يميل فيه إلى جانب النظام.

لو لم يكن هناك نزاع في سوريا، لربما صحّ ذلك، لكن استمرار الصراع مع عدوان إيران، وميل عون إليه، يعني أن الحزب سيواصل سطوته.

كل ذلك سيتغير بعد وقت يصعب الجزم بمداه، فسطوة حزب الله هي جزء لا يتجزأ من سطوة العدوان الإيراني، وحين ينجلي غبار الحرب الراهنة عن تسوية متوازنة لا بد منها، سيأخذ الحزب حجمه الطبيعي في لبنان، بعيدا عن أخذ البلد رهينة بسطوة القوة.

والخلاصة أن أزمة لبنان هي جزء لا يتجزأ من أزمة الإقليم، بين عدوان إيران، وبين موقف تركي وعربي يرفض تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا بسطوة القوة والعدوان، وإن كان العربي مهزوزا بغياب مصر، وربما مجاملتها للعدوان. لكن الوضع العربي هنا، لا يعني الأنظمة وحسب، بل يعني غالبية الأمة التي تشارك في المواجهة بأشكال شتى.