لم يكن الرئيس الامريكي بل كلينتون سببا في اتفاقية اوسلو التي وقعها الفلسطينيون مع الاعداء ولكنه الاستغلال السيئ من جانب منظمة التحرير الفلسطينية لأول انتفاضة شعبية يخوضها الشعب الفلسطيني، فاختار الاسرائيليون اخف الضررين ووافقوا على وجود سلطة فلسطينية بدلا من وجود مقاومة شعبية، وكذلك لم يكن الرئيس الامريكي جورج بوش الابن سببا في فرار جيش الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وانما كان ذلك بفعل المقاومة الشرسة التي لم يحتمل معها العدو الاسرائيلي البقاء لحظة واحدة في غزة ولا يجرؤ حتى العودة اليها وخاصة بعد تعاظمها.

إذًا نحن الفلسطينيين من يقرر بأي اتجاه نذهب، الى ما يحقق فعلا مصالح شعبنا او ما نظنه خطأً انه يحقق تلك المصالح، أما القوى الخارجية فهي تعمل على استغلال الظروف لتوجيهها لصالح العدو الاسرائيلي في أغلب الاحيان، ولذلك فإننا لا نعول بالمطلق على فوز ترامب في الانتخابات الامريكية، باراك اوباما حاول ان يلعب دور المخلص ليس فقط للشعب الفلسطيني وانما للعرب كلهم وما يزال خطابه في القاهرة شاهدا على اكاذيبه، ولم يكن بوش اقل اسرافا في الوعود التي وصلت حد التخمة عند القيادة الفلسطينية وقد وعدها بوش وكاد يقسم اليمين المغلظة على اقامة دولة فلسطينية في نهاية عام 2008، ولكن ذهب بوش ووعوده وذهب اوباما واكاذيبه وبقينا وحدنا وجها لوجه مع المحتل الاسرائيلي الذي استبشر بفوز ترامب حتى قال احد قادة الاحتلال : بهذا الفوز لن يكون هناك دولة فلسطينية أي ان " كابوس الدولة الفلسطينية " قد انتهى الى غير رجعة.

أعتقد أنه لن يأتي الى البيت الابيض بعد اليوم رئيس امريكي ينافق الفلسطينيين ولن يأتي رئيس وزراء اسرائيلي يربت على ظهر الرئيس الفلسطيني كما كان يفعل ايهود اولمرت، وكلهم كشر عن انيابه وظهر بحقيقته دون مساحيق تجميلية وهذا الوضع يساعدنا على مواجهة حقيقة اننا من يقرر مستقبلنا ولا احد يقرر عنا، ويساعدنا كذلك على مواجهة العدو الاسرائيلي كما يجب، دولة الاحتلال لا تفهم الا لغة القوة ، فيجب ان تتوفر القوة الى جانب العمل السياسي والدبلوماسي، وهذا ما يجب ان تفهمه جميع الفصائل وخاصة فصائل منظمة التحرير.