وضعت الحملات الانتخابية أوزارها وأفرزت الديموقراطية الأمريكية الملياردير الأمريكي دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة يحمل الرقم 45، في أجواء مثيرة حافلة بردود فعل وصفت النتيجة بالصدمة والمفاجأة والزلزال، بينما كشفت نهاية المعركة الوجه الحقيقي لإمبراطورية القرن 21. فقد انحاز غالبية الأمة: للعنصرية، الفاشية، العنجهية، السطوة، النفوذ، باعتبارها عناصر الحلم الأمريكي.
تختصر تغريدة للمفكر الإسلامي محمد مختار الشنقيطي نتائج الانتخابات الأمريكية بوصفه: "ظاهرة ترامب -بكل عنجهيته وجهالته-ظاهرة أميركية أصيلة، وهي أصدقُ من الشخصية الزائفة التي يمثلها أوباما ذو الوجهين وصاحب المواقف الملتوية".
هذه الخلاصة أكدها ما قام به أحد أعضاء فريق أمريكي للتجارب الاجتماعية، بالنزول إلى شوارع لوس أنجلوس، وإجراء تجربة شديدة الأهمية والطرافة: حيث أوقف الشاب بعض مؤيدي ترامب، ليسألهم عن رأيهم في مجموعة من المقولات المنسوبة له، وليس بها أي منطق، ليرى ردود أفعالهم، وعمّا إن كانوا يدعمون كل هذه المقولات التي صرح بها ترامب، وأتت ردود الجميع بالتأييد المطلق، لكنه وقبل أن يترك كل شخص، لم ينس أن يخبرهم بمعلومة بسيطة، وهي: "ترامب لم يقل ذلك، وكل تلك المقولات صرح بها شخص آخر، رجل اسمه "أدولف هتلر".
ترامب المصارع المثير للجدل سيتعامل مع العالم كرجل أعمال يعقد صفقات وفق رؤيته وهي: روسيا ليست عدواً، وينوي الحديث مع زعيم كوريا الشمالية كيم جون، وينتقد بشده حلف الناتو ووصفه بالحلف البالي، في حين وصف المهاجرين المسلمين بالحيوانات، وتوعد بضرب "داعش" في الشرق الأوسط واستعادة النفط منه، بينما لا يهمه كثيراً تنحي الأسد عن السلطة لأنه يقاتل "داعش"، وينظر للاتفاق النووي مع إيران كأحد أسوأ الاتفاقات في التاريخ، أما أبرز تصريح لترامب –يهمنا- تعهده الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل".
فوز ترامب عبر ديموقراطية يقدسها ويسوقها الأمريكان والغرب لا تنفي حقيقة أنهم من اخترعوا الديكتاتوريات والفاشية التي لا تزال تحتل مكانًا في عقليتهم، وبالمناسبة نشرت بي بي سي خبرًا مفاده: "أن زوجًا من الملابس الداخلية كانت تملكها ايفا براون زوجة هتلر قد بيعت مؤخرًا في مزاد علني بنحو 3000 يورو".
