20°القدس
19.83°رام الله
18.86°الخليل
24.98°غزة
20° القدس
رام الله19.83°
الخليل18.86°
غزة24.98°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

نتنياهو وصفقة التبادل

حسام الدجني
حسام الدجني
حسام الدجني

يجيد رئيس الوزراء الصهيوني فنون المناورة والمراوغة وامتصاص حالة الغضب لدى المجتمع الصهيوني عموماً، وعوائل الجنود الصهاينة لدى المقاومة على وجه الخصوص، عبر حديثه المتكرر في أغلب المناسبات واللقاءات الدبلوماسية عن تلك القضية والطلب من تلك الزعماء بالتدخل لدى المقاومة الفلسطينية للإفراج عنهم، وكأن هذا الحديث سيعيد الجنود لذويهم فوراً.

على سبيل المثال لا الحصر فقد تناول بنيامين نتنياهو ملف جنوده لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خلال زيارته لإثيوبيا يوم 7/7/2016م، عندما طلب من نظيره الإثيوبي هيلمريام دسلاين، خلال لقائهما في أديس أبابا، التدخل لاستعادة ابراهام منغستو الجندي الإسرائيلي من أصل إثيوبي. وقال نتنياهو للصحفيين بهذا الخصوص "طلبت مساعدته بهذا الموضوع، ودائمًا نتباحث حول مواطنينا والمفقودين لدينا بمناسبات مختلفة وأيضاً هنا".

وشارك نتنياهو في معرض للصور التي رسمها الجندي الاسرائيلي هدار جولدن وهو أحد الجنود المأسورين لدى المقاومة بغزة، كما تناول ملف الجنود في خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي مناسبات عديدة ومختلفة تناول نتنياهو ملف جنوده لدى المقاومة كان آخرها قبل أيام عندما طلب من رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف التدخل لدى حماس لاستعادة الجنود المأسورين لديها.

حركة حماس من جانبها أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي لن يرى جنوده إلا برؤية الأسرى بين أهاليهم وذويهم.

إذاً، المعادلة التي يتبناها رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ملف الأسرى باتت واضحة، وهي معادلة صفرية، وجوهرها المناورة وكسب مزيد من الوقت لمنع أي ضغوط شعبية تمارس عليه من قبل المجتمع الاسرائيلي، فما يريده نتنياهو هو استكمال ولايته، فهو يعرف الثمن المطلوب من أجل الإفراج عن جنوده، ولكن طالما بقي المجتمع الصهيوني صامتاً، لن يتحرك هذا الملف وربما أحد أهم الأسباب التي ساهمت في عودة الجندي جلعاد شاليط لذويه، هو حجم الضغوط الشعبية على الحكومة الاسرائيلية، ما دفعها للاستجابة للمطالب الفلسطينية العادلة والمتمثلة في إبرام صفقة للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين.

أما فيما يتعلق بالطلب الإسرائيلي من روسيا التدخل لدى المقاومة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فلا شك في أن روسيا من الدول المؤهلة التي من الممكن أن تلعب دوراً مهماً في إبرام صفقة تبادل بين كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس وبين دولة الاحتلال الاسرائيلي - لعلاقتها المتميزة مع الطرفين- ولكن من أهم متطلبات إبرام الصفقة ممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من قبل ذوي الجنود ومساندة واسعة من المجتمع الاسرائيلي لتنفيذ مطالب المقاومة، وهي مطالب عادلة تتمثل في الإفراج عن أعداد كبيرة منهم، وعلى رأسهم من تم اعتقالهم مؤخراً بعد الافراج عنهم في صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)، حينها تكون مهمة روسيا سهلة وممكن أن تحقق اختراقا كبيرا في الملف وفي مدة قصيرة، ولكن دون ذلك فهو بمثابة ذر الرماد في عيون المجتمع الإسرائيلي من قبل نتنياهو شخصياً وأركان حكومته.