انتشر تعليق بنكهة عربية عبر شبكات التواصل الاجتماعي تعقيبا على فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، يقول: "بحث البريطانيون عن أصول أجداده، وبحث الفرنسيون عن فضائحه، بينما بحث الإسرائيليون عن أصوله الدينية، وبحث الصينيون عن تجارته وأرباحه، وكالعادة.. بحث العرب عن صور زوجته وبناته".

ربما نفهم التوظيف البريطاني للتذكير أنه طوال سنين كثيرة اعتُبر سكان أمريكا مواطنين بريطانيين اضطروا لدفع الضرائب لها، وفي عام 1773  رفض سكان مدينة بوسطن دفع الضرائب لبريطانيا مقابل استيراد الشاي، ومن أجل التعبير عن احتجاجهم رمى الأمريكيون صناديق الشاي الّتي وصلت على متن السفينة إلى مياه الميناء. ويطلق على هذا الحدث اسم حفلة الشاي في بوسطن، أرسلت بريطانيا جيشها من أجل قمع التمرّد، فأشعل ذلك فتيل حرب استقلال الولايات المتحدة.

أما سعي الفرنسيون البحث عن فضائح ترامب فهو جزء من ثقافة سياسية فرنسية، لان باريس التي تشتهر ببرجها ومتاحفها، باعتبارها مدينة الأنوار تخفي أيضا أسرارها، وأبرزها سقوط بعض الرؤساء الفرنسيين في أحضان الفضائح لأنهم لم يكونوا قدوة في حياتهم الزوجية.

بينما اهتم الاسرائيليون بالجوانب الدينية، ولهذا احتفى عدد من أبرز المرجعيات الدينية اليهودية في (إسرائيل) بفوز المرشح الجمهوري، فقد شبه الحاخام ديفيد كوك، ترامب بيوشع بن نون، الذي قاد اليهود قبل ألفي عام في المعركة التي أفضت للقضاء على "العمالقة"، في حين أشار الحاخام مئير مزوز، إلى حقيقة أن صهر ترامب "يهودي وابنته تهودت بشكل طبيعي وتحافظ على حرمة السبت".

ولا شك أن أكثر ما يهم الصينيين هو العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، ورغم ان دونالد ترامب جعل من الصين العدو الاقتصادي الأول في حملته الانتخابية، متهما بكين بـ"سرقة" وظائف الأميركيين، لكن ذلك لم يمنع إحدى شركاته من التفاوض على عقد شراكة بقيمة طائلة مع مجموعة رسمية صينية عملاقة.

أخيرا، يبقى سر الاهتمام العربي بزوجة وبنات ترامب، لم يكن من السهل إيجاد تفسير، لكن ربما الامر يرجع لعقدة النقص التي تلاحق البعض العربي عندما يجري مقارنات للصور والاشكال فيخرج منها خاسرا.