روسيا تتقدم وتقصف حلب الشرقية وادلب وتحقق انتصارات كبيرة واسطولها البحري بقيادة حاملة الطائرات كوسنيتوف تفعل فعلها.
قوات النظام والمليشيبا المناصرة له تتقدم في كل الجبهات، حزب الله وايران ومليشياتها ايضا تتقدم على كافة الصعد.
في المقابل فإن المعارضة السورية تتقدم على كل الجبهات، جبهة النصرة تتقدم وجيش الاسلام يتقدم في الغوطة والجيش الحر يتقدم في درعا وفي شمال سوريا.
الاتراك يتقدمون ويندفعون نحو الباب ومنبج، الاكراد يتقدمون في الجبهة الشمالية بل حتى داعش تتقدم في جبهات القتال، وامريكا وحلف الناتو يتقدمون بالمعية.
السؤال المطروح: اذا كان الجميع يتقدمون فمن الذي يتقهقر وينسحب؟ وإلى أين يتقدمون وبأي اتجاه ونحو ماذا يتقدمون؟
فالجميع يحرز انتصارات! امر مخالف كل قوانين الطبيعة والحرب؛ فمن الذي هزم وتقهقر؛ فسوريا غيرت قوانين الحرب والسياسة، وغيرت قوانين الفيزياء والفراغ والكم.
مرحلة جديدة في فيزيائية الازمة السورية تنقلنا الى ما يمكن ان نسمية ما بعد النصر والهزيمة، ما بعد نسبية انشتاين بل ما «بعد بعد بعد .. نظرية الكم ذاتها»، وكأن المنطقة امام ثقب اسود تتغير فيه معالم المادة وقوانين الفيزياء والكيمياء بل قوانين الحرب والسلم.
مسألة تتطلب صياغة معادلات جديدة تفسر هذه الظاهرة الصراعية، لعلها توصل الى حلول ابداعية للازمة من لدن هذه الفيزياء، وإلا فان النتيجة لهذا التقدم الخرافي بحسب القوانين التقليدية ستكون صداماً اسطورياً لا يمكن ان نعرف تداعياته وقواه الانشطارية، واتجاه شظاياه التي طال بعضها القارة الاوروبية.
المعضلة بل المذهل في سوريا ان الجميع يتقدم، ولا أحد يتقهقر! وهي ظاهرة غريبة عصية على الفهم، وتحتاج الى التأمل.
