واضح ان مؤتمر فتح السابع لم يكن من اهدافه اجتراح حالة نضالية جديدة لمواجهة التعنت الاسرائيلي في ملفات هامة «كالقدس والاستيطان والدولة اليهودية».
التحشيد والنتيجة «انتخاب عباس واعضاء المجلس الثوري واللجنة المركزية»، كانت جميعها بسياق الرد على ضغوط عواصم عربية على عباس من اجل اعادة انتاج محمد دحلان في القيادة الفلسطينية.
وهنا يأتي السؤال الكبير: لماذا يريد العرب فرض دحلان على محمود عباس؟ أهو نوع من الابتزاز؟ ام انهم يخشون على قيادة فتح بعد ابو مازن، ام انهم يريدون مكافأة دحلان على خبراته التي قدمها في الإجهاز على ثورات الشعوب.
حين تسمع من بعضهم يتحججون بأن القيادي الامني السابق محمد دحلان، له حضور جيد ومتنام داخل فتح، ويملك رضا بعض العواصم الفاعلة «القاهرة وابو ظبي»، وان تماسك الحركة لن يكون الا بحضوره.
في السياق ذاته، ترى هذه العواصم ان تراجع حركة فتح سيصب دائما في مصلحة حركة حماس «الاسلام السياسي»، ونحن نعلم حجم عداء هؤلاء لهذه التوجهات الاسلامية.
حماس بدورها ترى ان محاولات فرض واعادة دحلان له هدفان واضحان، الاول جراءة الرجل في تقديم التنازلات، فدحلان قادر على فعل ما لا يفعله عباس.
اما السبب الثاني فهو تجنيد القدرات الفتحاوية، وحرف بوصلتها من العداء لإسرائيل نحو الداخل الفلسطيني وتحديدا حركة حماس.
إذا ما جرى في مؤتمر فتح السابع كان محاولة من عباس لتنحية دحلان، وهذا يفسر الحضور الحمساوي، لكنني اشكك في نجاحه بالمهمة، فالقاهرة ما زالت تريد دحلان.