12.23°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
16.08°غزة
12.23° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة16.08°
الأربعاء 24 ديسمبر 2025
4.3جنيه إسترليني
4.49دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.19دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.3
دينار أردني4.49
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.19

تضمنت السياقات والأسباب..

حماس تنشر روايتها حول دوافع ونتائج "طوفان الأقصى"

غزة-فلسطين الآن

نشرت حركة حماس، اليوم الأربعاء، روايتها الثانية حول عملية "طوفان الأقصى"، باللغتين العربية والإنجليزية، وقد جاءت على شكل وثيقة، تضمنت السياقات والأسباب التي دفعت الحركة وذراعها العسكري، كتائب القسام، إلى تنفيذ العملية العسكرية الهجومية غير المسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 وحملت الوثيقة عنوان "روايتنا: طوفان الأقصى – عامان من الصمود وإرادة التحرير".

واعتبرت حركة حماس في وثيقتها الجديدة، التي جاءت بعد عام من سابقتها، أن "طوفان الأقصى لم يكن حدثا عسكريا فحسب، بل لحظة ميلاد مجيد، وانبعاث وعي حر لا خداع فيه ولا تزييف".

وتضم الوثيقة ثمانية فصول تناولت الدوافع والسياقات العامة، ويوم الهجوم، والتحقيق في نتائجه، ومسار الحرب على غزة، وجهود حماس لوقف العدوان، وخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى ما وصفته بإنجازات "طوفان الأقصى" وأولويات المرحلة المقبلة.

الدوافع والسياقات

 في الفصل الأول، عرضت الحركة روايتها للأحداث، معتبرة أن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم يكن بداية الحرب، بل نتيجة طبيعية لاحتلال مستمر منذ عام 1948، على مدى 77 عاما، تعرض خلالها الشعب الفلسطيني للتشريد والقمع على يد الاحتلال الإسرائيلي. وأوضحت حماس أن "طوفان الأقصى" جاء في إطار المقاومة المشروعة التي يخوضها الفلسطينيون ضد الاحتلال، الذي بلغ ذروته في عهد ما وصفته بحكومة اليمين الفاشي، واستجابة لتحد استراتيجي يهدد القضية الفلسطينية برمتها.

وتطرقت الوثيقة إلى فشل مسار التسوية السياسية، محملة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية إفشال هذا المسار بشكل منهجي، واستخدامه غطاء لمواصلة التهويد والاستيطان. وأشارت إلى تضاعف أعداد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية من نحو 280 ألفا عام 1993، عقب توقيع اتفاق أوسلو، إلى نحو 950 ألفا عام 2023، ولا سيما خلال فترات حكم بنيامين نتنياهو.

ولفتت الحركة إلى تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفا أواخر عام 2022، عبر تحالف اليمين الليكودي مع "الصهيونية الدينية"، في مشروع صريح لحسم مصير القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية بالقوة.

 وتناولت تصاعد اقتحامات المسجد الأقصى ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني تحت حماية جيش الاحتلال، إلى جانب منح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش صلاحيات واسعة للتحكم بالإدارة المدنية في الضفة الغربية، بما يخدم مشروع الضم وتحويل الضفة إلى "كانتونات معزولة". كما أشارت الوثيقة إلى أن قطاع غزة لم يكن بمعزل عن هذا المسار، إذ سبق السابع من أكتوبر بأيام عرض خطة أمنية لتصفية قيادة حماس في القطاع، في وقت كان فيه أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت حصار خانق مستمر منذ 17 عاما.

وتناولت الحركة في الفصل الثاني، ما سمته "يوم العبور"، مؤكدة أن العملية لم تكن مغامرة أو سلوكا انفعاليا، بل خطوة محسوبة تهدف إلى تصحيح المسار التاريخي للصراع مع الاحتلال. ونفت حماس بشكل قاطع استهداف المدنيين خلال هجوم 7 أكتوبر، مشددة على أن "قتل المدنيين ليس من عقيدتها ولا من قيمها"، مع استعدادها للتعاون مع تحقيق دولي مستقل بشأن ما جرى، مقابل التحقيق في الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

 كما أشارت الوثيقة إلى تحقيقات إعلامية إسرائيلية تحدثت عن قصف جيش الاحتلال لمناطق كان يتواجد فيها إسرائيليون، في إطار ما يُعرف بإجراء "هنيبعل"، لمنع أسر جنود أو احتجاز إسرائيليين لدى المقاومة.

مسار الحرب على غزة

 وتطرق الفصل الثالث من الوثيقة إلى ما وصفته حماس بالحرب الوحشية غير المسبوقة على قطاع غزة، والتي، بحسب الحركة، هدفت إلى استعادة صورة الردع التي انهارت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا إلى تحرير الأسرى.

 وذكرت أن الحرب شملت مجازر واسعة بحق المدنيين، وتدميرا ممنهجا للمنازل والبنى التحتية والمستشفيات ودور العبادة، إلى جانب فرض التجويع والتهجير الجماعي.

ووثقت الحركة استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى نحو 170 ألف جريح، وآلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، معتبرة أن القيادة الإسرائيلية أدارت الحرب بعقلية إلغائية تنكر إنسانية الفلسطينيين.

 في المقابل، أبرزت الوثيقة صمود المجتمع الفلسطيني ووحدته، ورفضه مشاريع التهجير، وعودة مئات الآلاف إلى شمال القطاع رغم الدمار، إلى جانب أداء المقاومة التي استنزفت الجيش الإسرائيلي وأفشلت تحقيق نصر حاسم، ما انتهى بوقف الحرب.

وتحدثت الوثيقة عن خسائر بشرية واقتصادية كبيرة تكبدها الاحتلال، ودور أميركي مباشر في دعم الحرب، مستندة إلى تصريحات لرئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أقر فيها بمقتل 5042 جنديا، إلى جانب تقارير طبية تشير إلى مقتل نحو 13 ألف إسرائيلي في غزة ولبنان والضفة الغربية.

وأشار الفصل الرابع من الوثيقة إلى ما بذلته حركة حماس، بالتنسيق مع فصائل المقاومة وبالتعاون مع الوسطاء، من جهود متواصلة لوقف القتل والمجازر والتدمير في غزة، متهمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالمراوغة ورفض المبادرات بدوافع تتعلق بفشله في 7 أكتوبر، وقضايا الفساد، وسعيه للبقاء السياسي.

وأوضحت الحركة أن نتنياهو انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في يناير 2025 بعد 58 يوما فقط، في حين أكدت تعاملها بجدية مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سبتمبر 2025، مرحبة بما تضمنته من وقف الحرب، ومنع التهجير، والانسحاب الكامل من غزة، وكسر الحصار، وإدخال المساعدات، وصفقة تبادل للأسرى.

إنجازات "طوفان الأقصى"

 ومن الفصل الخامس حتى الثامن، استعرضت الحركة ما قالت إنها إنجازات "طوفان الأقصى"، مشيرة إلى إعادة تثبيت حقيقة صمود الشعب الفلسطيني واستحالة إخضاعه، وإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي بعد محاولات شطبها عبر مسار التطبيع. وأكدت الوثيقة أن حرب الإبادة على غزة أدت إلى عزل الاحتلال إقليميا ودوليا، وكشفت تصدعات عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي، وأسقطت نظرياته الأمنية وصورته كـ"ديمقراطية غربية"، لتحل مكانها صورة دولة تمارس الإبادة أمام العالم.

كما تحدثت الوثيقة عن تحول غير مسبوق في الوعي العالمي، مع تصاعد المظاهرات المليونية، واتساع حملات المقاطعة، ودخول مفاهيم الإبادة والاستعمار وجرائم الحرب إلى الخطاب الدولي، وصولا إلى ملاحقات قانونية في محكمتي العدل والجنائية الدوليتين، وارتفاع عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى 159 دولة. ولفتت الحركة، أيضا، إلى أن صفقات التبادل أسفرت عن تحرير نحو 4000 أسير فلسطيني، في حين فشلت أهداف الاحتلال في كسر الإرادة الفلسطينية أو فرض الاستسلام، وبالتوازي أعاد "طوفان الأقصى" بعث روح التضامن الشعبي العربي والإسلامي.

المصدر: فلسطين الآن