بعد أكثر من ثلاث سنوات من الإبداع والتطوير والتعديل والتقويم في مشروعهما الناشئ، لم تتوقعا المهندستان غادة أبو معيلق، وأمل المنسي _ بعد تأسيسهما لفريق Sketch Engineering، والذي يقدم حلول خلاقة في مجال التصميم الهندسي وبناء النماذج الهندسية التي كان بينها عربة متسلقة للأدراج، لنقل ذوي الإعاقة على السلالم بدون جهد عضلي خارجي، وأخرى وتساند الحمّالين في جلب رزقهم.

مشروع، تصميم عربة ذوي الإعاقة، هو أحد المشاريع المحتضنة في مشروع بذرة الريادي، في حاضنة الأعمال التكنولوجية في الجامعة الإسلامية بغزة، والذي حاز على جائزة مسابقة "تحدي اليابان - غزة"، لريادة الأعمال الاجتماعية لعام 2016م.

"فلسطين الآن"، قابلت كلاً من المهندستين: غادة أبو معيلق، وأمل المنسي، زميلتا الدراسة في قسم الهندسة الميكاترونكس، والذي كان مشروع تخرجها قبل سنوات عبارة عن تصميم عربة متسلقة للأدراج لحمل الأوزان، والذي تطور على عدة مراحل حتى تحول من مشروع تخرج يجتاز درجة علمية إلى مشروع يجتاز التوقعات ويناسب السوق المحلي يدرّ عليهما بالأرباح.

بداية الفكرة

المهندسة المنسي، وضحت خلال حديثها لمراسلنا، أن الفكرة بدأت منذ أن لاحظت هي وزميلتها المشكلة التي تواجه سكان العمارات في ظل أزمة انقطاع الكهرباء، فلا يمكن الاستفادة من المصاعد الكهربائية، فصممتا عربة خماسية العجلات لتسلق الأدراج تقوم بوظيفة مساندة للحمّال والتي تخفف عليه من صعوب العمل.

وتشير المنسي، إلى أن فكرة العربة جاءت لتساعد الحمّال بشكل كبير في عمله، ولا تنافسه في رزقه وإنما تحافظ على سلامة عموده الفقري وتزيد من انتاجيته فيما لو استخدمها في عمله.

وتضيف: "بعد التطوير على العربة الخماسية، والتي كانت بمثابة الخطوة الأولى التي تبعتها العديد من المراحل التطويرية".

وتقول المهندسة المنسي: "بعد تأسيس مكتب Sketch Engineering بدأنا ننظر للفكرة للاستفادة منها تجاريًّا، فجرى التطوير على العربة وصولًا إلى نموذج عربة ميكانيكية يعتمد على تقنية الثلاث عجلات وتحمل أوزان تصل إلى 70 كيلو جرام، لكنها لم تراعي الأمان والسلامة لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة".

ونوّهت، إلى أنه على الرغم من غياب التوجيهات من المختصين، لم تتوقف جهود الفريق عن التطوير وصولًا إلى نموذج العربة المناسب لنقل ذوي الإعاقات على الأدراج.

وتتميز العربة "متسلقة الأدراج"، بتقنية الثلاث عجلات مرتبة على شكل مثلث، تتحرك عن طريق محرك كهربائي ذو عزم عالي، مصمم بشكل يوفر المتانة لكي يتحمل الوزن الثقيل المطبق عليها لغاية 200 كجم، يثبت عليها الكرسي الخاصة بالمعاقين حركيًّا بواسطة "ماسكات ميكانيكية".

أستاذ قسم الهندسة الميكانيكية، في الجامعة الإسلامية، محمد أبو هيبة، والذي أشرف على المشروع، أشاد بفكرة Sketch Engineering ، معتبرًا تمكن الفريق من تصميم العربة أنه ساهم في وضع حلول إبداعية للمعاناة التي تواجه الحمّالين وذوي الإعاقة.

خصائص وتقنيات عالية

في الوقت ذاته، بين أبو هيبة، أن العربة تتمتع بخصائص وتقنيات كثيرة، لكنها فعلياً لا يحتاجها السوق بتكلفتها الشرائية العالية.

ولفت إلى أن التطورات التي أجراها الفريق على نموذج العربة الميكانيكية، الذي يعتمد على تقنية الثلاث عجلات والتي تحمل أوزان كبيرة أفضل من نماذج سابقة.

وبعد احتضان مشروع العربة المتسلقة من حاضنة الأعمال في الجامعة الإسلامية، حصل الفريق على تمويل قيمته (7) آلاف دولار يقدمها مشروع بذرة، بدء بعدها بتصنيع العربات وتسويقها في السوق المحلي.

 وبعد إعلان فريق sketch Engineering، عن عربته الأولى التي لاقت رواجًا واسعًا في السوق المحلي، رغم ضعف التمويل، الذي يعتمد عليه الفريق في استثمار قدراته الإبداعية.

وينفّذ مشروع "بذرة"، بتمويله من البنك الإسلامي للتنمية في جدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" من خلال برنامج التمكين الاقتصادي "DEEP"، من خلال حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، ويسعى المشروع إلى دعم الشركات الريادية الناشئة والصغيرة الخاصة في المجتمع الفلسطيني.