أقامت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجناحها العسكري كتائب القسام، مساء اليوم، خيمة عزاء للشهيد التونسي محمد الزواري، الذي اغتالته قوات الاحتلال أمس الأول أمام منزله في تونس.
وشارك عدد من فصائل العمل الوطني والإسلامي، في قطاع غزة، في خيمة عزاء الشهيد الزواري، الذي تبنته كتائب القسام كأحد قادتها وأحد أبرز المشاركين في تطوير طائرات "أبابيل" بدون طيار التابعة لها.
من جهتها، أكدت حركة "حماس"، أنها لن تنسى أبناءها وما ضحوا به من أجل القضية الفلسطينية، مشددة على أن دم الزواري لن تذهب سدى.
وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم من قلب خيمة العزاء: "رسالتنا للاحتلال الإسرائيلي أن القسام لا يمكن أن ينسى الشهيد الزواري وسيدفع الثمن باهظاً أمام عملية الاغتيال الجبانة".
وأضاف برهوم أن الزواري أكد أن العمق العربي للقضية الفلسطينية ما زال بخير، وفيه المثير، مبينا أن وفاة الزواري لن تكون النهاية في العمل المقاوم العربي الداعم للقضية الفلسطيني.
من جانبه أكد النائب في المجلس التشريعي، مشير المصري، أن الاحتلال سيدفع ثمن اغتيال الشهيد القسامي الزواري غالياً.
وأضاف المصري، أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام هي من سيحدد كيفية الرد على جريمة الاحتلال.
ولفت المصري، أن الشهيد الزواري رحل بعد أن ترك بصماته الواضحة في صناعة طائرات "أبابيل القسامية"
أكد رضوان الزواري شقيق الشهيد الطيّار التونسي محمد، أن عملية اغتياله كانت منظمة جداً، ومخطط لها مسبقاُ، حيث تم اغتياله أمام منزله.
الزواري بعيون أهله
وأوضح رضوان خلال حديثه لموقع القسام، أن محمد لم يكن ليحدثهم عن عمله مع كتائب القسام "وتفاجأنا بذلك، فقد كان يسخر وقته للبحث العلمي، وتطوير مشاريعه التي تتعلق بموضوع الطائرات دون طيار، وغيرها من هواياته المفضلة".
وأعربت العائلة عن شعورها بالفخر الشديد لحظة تبني كتائب القسام لنجلها، "لأن نجلهم كانت له بصمة مع الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال".
وتابع رضوان قائلاً: "كان محمد يتباهى بأفعال المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام، وصدها لجيش الاحتلال وخاصة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ويتفاعل مع كل خبر يأتي من هناك".
من هو الزواري؟
وحول سيرة القائد القسامي محمد الزواري كشف مصدر مقرب من الشهيد في حديث خاص لموقع القسام جزءاً من حياته، بدءاً من مسيرته التعليمية ومروراً بمطاردته لسنوات من نظام بن علي البائد، وتنقله بين الدول العربية، وصولاً إلى رسالة الدكتوراه والمتمثلة في إنشاء غواصة تعمل بالتحكم عن بعد، ثم استشهاده.
كان دمث الأخلاق، يحتاط لأبعد الحدود، عرف بنبوغه وبكونه طاقة وهامة علمية خاصة خلال فتراته الدراسية، بهذه الكلمات بدأت المصادر الخاصة حديثها حول سيرة الشهيد القسامي القائد التونسي محمد الزواري.
ولد القسامي التونسي محمد الزواري بصفاقس في يناير عام 1967م، وبدأ تعليمه بالمدرسة الابتدائية "بالي"، ثم التحق بمعهد الذكور الهادي شاكر ليتم تعليمه الثانوي، أما تعليمه الجامعي فقد كان بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس حيث درس فيها الهندسة الميكانيكية.
خلال دراسة الشهيد القسامي الزواري الجامعية، أشرف على العمل الإسلامي لحركة النهضة بمعاهد صفاقس، كما كان عضواً في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة بصفاقس.
وفي السنة الرابعة من الدراسة الجامعية تعرض الشهيد القسامي لغطرسة الأجهزة الأمنية، وتعرض خلال تلك الفترة للتضييق من قبل نظام بن علي البائد، فاعتقل عديد من المرات بتهمة الانتماء لحركة النهضة.






