واصلت مجموعات متتالية من المستوطنين منذ ساعات صباح اليوم الأربعاء، اقتحاماتها الواسعة للمسجد الأقصى من باب المغاربة، وتجاوز عددهم 170 مستوطنا، وذلك بحماية وحراسة قوة معززة من الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال.
وتسود المسجد الأقصى أجواء شديدة التوتر بفعل هذه الاقتحامات وجولات المستوطنين الاستفزازية، خاصة وأن معظم المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى اليوم هم من المتشددين دينيا "الحريديم"، وحاول عدد منهم إقامة طقوس تلمودية في المسجد، إلا أن حراس الأقصى تصدوا لهم، في الوقت الذي صدحت فيه حناجر مصلين بهتافات التكبير الاحتجاجية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أحد حراس المسجد الأقصى، بسبب تدخله لمنع مستوطن من أداء طقوس تلمودية في المسجد، ثم عادت وأخلت سبيل الحارس.
وأوضح مراسلنا أن مجموعات المستوطنين التي تقتحم الأقصى تتلقى شرحا حول رواية وأسطورة الهيكل المزعوم مكان المسجد المبارك.
وكانت منظمات يهودية تعمل على خدمة أسطورة "الهيكل"، أعلنت نيتها تنظيم اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى المبارك، ومحاولة إدخال ما يسمى "الشمعدان التلمودي"؛ لتنظيم احتفالات خاصة، تزامنا مع بدء "عيد حانوكا" العبري الذي يستمر حتى يوم غد الخميس.
ووفق موقع منظمة "أمناء الهيكل"، يشرف على برنامج الاقتحامات أعضاء من الكنيست الإسرائيلية، في مقدمتهم الحاخام المتطرف يهودا غليك، وأشارت إعلانات المنظمات الإسرائيلية إلى أن شرطة الاحتلال قدمت ضمانات عديدة للمستوطنين، تكفل لهم اقتحاماتهم للأقصى بحرية كبيرة، وذلك من خلال منع الفلسطينيين من دخوله.
واعتبر يهودا غليك أن اقتحام "الحريديم" للأقصى مؤشر إيجابي، وأن أعداد هؤلاء زادت في هذه الأيام، وباتوا يقتحمون في مجموعات بعد أن كانت مقتصرة على أفراد.
