19.75°القدس
19.62°رام الله
18.86°الخليل
24.51°غزة
19.75° القدس
رام الله19.62°
الخليل18.86°
غزة24.51°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: مغامرة نتنياهو الناجحة

بعد أن فاجأ "الإسرائيليين" بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة الخريف المقبل، فجر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قنبلة أقوى وذلك بنجاحه في تشكيل ائتلاف جديد يضم حزب كاديما. وتخلى نتنياهو عن فكرة إجراء الانتخابات، وشكل عوضا عنها ائتلافا جديدا يضم حزب كاديما المعارض الذي يتزعمه شاؤول موفاز مما جعل العديد من نواب هذا الحزب في الكنيست يتنفسون الصعداء، إذ كانوا يخشون الهزيمة فيما لو نفذ نتنياهو عزمه ودعا إلى انتخابات مبكرة. ولكن الفائز الحقيقي في كل هذه المكائد السياسية هو نتنياهو نفسه، فلن يضطر الآن إلى مواجهة الناخبين قبل نوفمبر / تشرين الثاني 2013. إضافة لذلك، فبمقدور نتنياهو الآن التعامل مع اعقد ما تواجهه (إسرائيل) من مشاكل مستندا إلى ائتلاف عريض لم تر البلاد مثيلا له منذ عدة سنوات. [color=red]"عناصر متطرفة"[/color] إلا أن هذه الانجازات لم تكن مجانية بالنسبة لنتنياهو، فقد وعد بسن قانون جديد يجعل المزيد من اليهود المتشددين مشمولين بالخدمة العسكرية الإلزامية، وهو موضوع ما برح يثير الكثير من الجدل في (إسرائيل) حيث كان هؤلاء المتدينون معفيين من أداء الخدمة في السابق. وينوي نتنياهو التعامل مع قضايا العدالة الاجتماعية والاقتصادية، كما وعد بأن تقوم حكومته الجديدة بإصلاح النظام السياسي بطريقة تضمن تشكيل حكومات أكثر تمثيلا واستقرارا. فقد جرت العادة على أن يكون رؤساء الحكومات في (إسرائيل) أسرى للعناصر الأكثر تطرفا ضمن ائتلافاتهم، حيث مارست الأحزاب "الدينية المتطرفة والجهات الممثلة للمستوطنين" نفوذا على السياسة الخارجية لا يتناسب مع حجمها. أما الآن وقد نجح نتنياهو في تشكيل ائتلاف عريض يدعمه ويشد من أزره، فلقد أصبح بإمكانه تغيير هذا الواقع. إلا أن النجاح في هذا المسعى ليس مضمونا بأي حال من الأحوال، حيث حاولت (إسرائيل) إجراء هذا النمط من الإصلاح المؤسساتي في الماضي دون ان يتكلل بالنجاح، ولكن هذه المرة يعتمد النجاح على نتنياهو نفسه. نفوذ دولي ومن شأن تشكيل الائتلاف الموسع الجديد أن يعزز سلطة وهيبة نتنياهو على الصعيدين الداخلي والدولي. فسوف يمنحه وضعه الجديد نفوذا اكبر فيما يخص التعامل مع الملف النووي الإيراني، كما سيعزز من قدرته في "دفع عملية السلام مع الفلسطينيين" إلى الأمام. إضافة لذلك، سيعزز الائتلاف الجديد موقف (إسرائيل) نفسها في مرحلة تشهد المنطقة فيها تغيرات جذرية. ولكن المراقبين المخضرمين يحذرون من الإفراط بالتفاؤل في أن يحقق نتنياهو أي تقدم فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، ويقولون إن الكثير يعتمد على استعداد الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستتسلم السلطة في أوائل العام المقبل على إحياء العملية التفاوضية. ولكن يجب أن نضع نصب أعيننا الحقيقة القائلة إن الفلسطينيين يواجهون نفس المجاهيل المحيطة بالوضع الإقليمي التي تواجهها (إسرائيل). يعتقد بعض المحللين أن لوفاة والد بنيامين نتنياهو مؤخرا دورا في تطور فكر ولده وجعله يقبل بتشكيل هذا الائتلاف. فوالد نتنياهو، بنصهيون نتنياهو، كان له دور في صياغة أفكار ولده اليمينية المحافظة. فهل تحرر بنيامين أخيرا من ظل ونفوذ بنصهيون؟ قد يقول منتقدو رئيس الحكومة الإسرائيلية إنه بينما أثبت نتنياهو مجددا مهارته في المناورة السياسية، ما زال عليه البرهنة على أنه رجل دولة.