لقد ﻋﺒّﺄﺕ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻓﻜﺮﺓُ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺑُﻘﻌﺔٍ من ﺑﻘﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ، ﺑﻐﺾّ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪﺭﺝُ ﺗﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﺑﻞ ﺣﺘّﻰ ﺭﺑّﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﻔﺘﻌﻞُ ﺃﻱّ ﺳﺒﺐٍ ﻛﺎﻥ ﻷﺟﻞِ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﻓﺮ، ﻛﺄﻧّﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻨﻄﻮﻱ ﺻﻔﺤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺳﻨﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻴﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ، ﻭﻳﻄّﺮﺡُ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﻃﻮﻕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺛﻢ ﺍﻟﺤﺮﻳّﺔ ﺛﻢ ﺍﻻﻧﻄﻼﻗﺔ.
إﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻘﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞٍ ﺣﻘﻴﻘﻲّ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺑﺤُﺠﺔ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺠﺔ، ﻟﻦ ﺃﻛﺬﺏ.. ﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻨﻪ، ﻓﺈﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﺒﺒﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴّﺎً، ﺇﻧّﻤﺎ ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﻫﺮُﺏَ ﻣﻦ ﻗَﻬﺮِ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ، ﻭﻣﻦ ﺍﺳﻮﺩﺍﺩِ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺮﺍﻕِ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﺗﺤﺖ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ.
ﺃﺟﻞ! ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺩﻣﻌﺔِ ﺛﻜﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﺮّ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ، ﻣﻦ ﺑﻜﺎﺀ ﻋﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﺍﺀً ﻟﺠﺴﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻫﺘﺮﺃ ﺗﺤﺖ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ، ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﺥ ﺃﻃﻔﺎﻝٍ ﺣﺮﻗﺘﻬﻢ ﺷﻤﻌﺔٌ ﺃﺿﺎﺅﻭﻫﺎ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺔ ﻭﺳﻠﺒﺘﻬﻢ ﺣﻘّﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﻔّﺴﻮﺍ، ﻣﻦ ﺃﻧﻴﻦ ﺃﻣّﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻴﺒَﺴﺖ ﻳﺪﺍﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻞّ ﻟﻬﻢ ﻛﺴﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺃﺑﻴﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﺘﺠﺪ ﺁﺧﺮ ﺃﺷﻴﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻣﺤﺘﺮﻗﺔ ﻣﺘﻔﺤﻤﺔ!
ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﻫﺮﺏ! ﺷﺒﻌﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕِ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺆﺱ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺮّﺡ ﺟﺮﺣﻲ ﺇﺛﺮ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﻣﺮّﺓ، ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﺑﺤﺚَ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔٍ ﺃﻭﺩّﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻧﻴﻦ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺑﻼ ﻣﺄﻭﻯ، ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻬﺸّﻤﺔ مني ﻭﺃﻧﺘﺰﻉ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻛﻲ ﺃﻣﺮّ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﺮّﺏ ﺣﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﻣﺮّﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ!
ﻧﺴﺎﻓﺮُ ﻣُﻮﺩﻋﻴﻦ ﻛﻞ ﺃﻣﺎﻧﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺘﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﻭﻫﻦ، ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ ﺣﻠﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳّﺔ ﻣﻨﺬ ﻛﻨﺎ ﺻﻐﺎﺭﺍً ﻧﻨﺸﺪُ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻲّ "ﺗﺤﻴﺎ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺣﺮﺓ!" ﻭﻧﺪﻓﻦُ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ﺍﺭﺗﻌﺎﺷﺎﺗﻨﺎ ﻓﺮﺣﺎً ﻟﻮﻣﻀﺔ ﺑﺸﺮﻯ ﺃﻭ ﻟﺼﻔﻘﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ، ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﻴﻦ ﺫﻟﻚَ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺍﻷﺑﺪﻱّ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ﺛﺮﺍﻫﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻠّﻜﻨﺎ ﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﻳﺎﻓﺎ ﻭﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺣﻴﻔﺎ ﻭ"ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺒﻼﺩ".
ﻛﻞّ ﺷﻲﺀٍ ﻫﺎﻥ ﻭﺗﺤﻄّﻢ، ﻭﻭﺍﺭﻳﻨﺎ ﺣﻄﺎﻣﻪ ﺗﺤﺖ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺮّ ﺃﻥ ﻳﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎﻫﻨﺎ ﻟﻌﻨﺔَ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﻄﺎﺭٍ ﻭﻣﻌﺒﺮ، ﻧﺘﺮُﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽِ ﺗﺌﻦُّ ﻭﺣﺪﻫﺎ، ﻭﺗﻨﺰﻑُ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﻑِ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻗﺎﻃﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺍﻟﺴُّﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺭﺣﻤﻬﺎ ﻭﺗﺮﺑّﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﻫﺎ، ﻧﺘﺮﻙُ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻝ ﻣﺪﺭﺳﺔٍ ﺍﺭﺗﺪﻧﺎﻫﺎ، ﺷﺠﺮﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﺭﻋﻨﺎﻫﺎ، ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻭﻋﻠﻤﺎً ﺭﻓﻌﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺑﻴﺘﻨﺎ، ﻧﺘﺮﻙُ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ، ﻣﺤﺮﺍﺙَ ﺟﺪﻧﺎ ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡُ!
ﺃﺟﻞ! ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺑﻴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻳﺎﻓﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤّﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ، ﻭﺣﻤّﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺣﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻒ ﺑﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻣﺎﺕَ ﺟﺪّﻧﺎ، ﺗُﺮﻯ ﻳﻬﻮﻥُ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺪﻓﻦ ﺣﻠﻤﻪ ﻭﻧﻤﺮّ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽِ، ﻭﻧﺤﻦُ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻨﺎ ﺛﻐﺮﺓ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻳﺎﻓﺎ، ﻟﻘﺪ ﻭَﻋَﺪَﻩُ ﺟﺪّﻧﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻭَﻋَﺪَﻩُ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔٍ ﺑﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﻤّﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻘﺎﻉ "ﺭﺍﺟﻌﻴﻨﻠﻚ ﺭﺍﺟﻌﻴﻦ.. ﺑﻨﺮﻭﺡ ﻋﻴﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺑﻨﺮﺟﻊ ﻣﻼﻳﻴﻦ"، ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺪﻱ ﻭﺃﻣّﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ، ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺾَ ﺯﻳﻒ، ﺃﻭ ﻫﻞ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺧﻴﺒﺖ ﺭﺟﺎﺀﻩ؟!
ﺍﺳﺘﻮﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻬﻢّ ﻳﺎ ﺟﺪّﻱ، ﻭﻗﺘﻠﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏٍ ﻭﺻﻮﺏ، ﻭﺑﺘﻨﺎ ﻧﻤﻮﺕ ﺃﻟﻒ ﻣﺮّﺓ ﺗﺤﺖ ﻛﻞّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ.. ﻟﻜﻦ ﻟﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺻﺪّﻗﻨﻲ، ﻭﻟﻦ ﻧﺪﻓﻦ ﺍﺭﺗﻌﺎﺷﺔ ﺻﻮﺗﻚ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ "ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﻟﺒﻼﺩﻛﻢ"، ﻷﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﺪِ ﻋﺮﻕٌ ﻳﻨﺰُّ ﺑﺎﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﻳﺤﺘﺮﻕ ﻏﻴﺮﺓً ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺘﻮﻯ ﺩﻣﻌﺔ ﻭﺟﻊٍ ﺳﻜﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮّﺕ ﺣﺰﻧﺎً ﺃﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﺟﺘﻤﻊَ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻟﻴﺸﺮّﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻣﺮّﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻴﺨﺘﻠﻖ ﻟﻨﺎ ﻣﺴﻤﻰ ﻟﺠﻮﺀ ﺟﺪﻳﺪ.
ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﻳﺎ ﺟﺪﻱ.. ﺳﺄﻇﻞّ ﺃﻗﺪّﺱُ ﺣُﻠﻤَﻚ، ﻭﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﻛﻒّ ﻓﻼﺡٍ ﻋﺮﺑﻲٍّ، ﻭﺇﻥ ﺳﺎﻓﺮﺕُ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ، ﻓﺬﻟﻚ ﻷﺗَﻤّﻢ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﻗﻨﻲ تحت وطأة الحكومات، ﺛﻢ ﺃﻋﻮﺩُ ﺫﺍﺕ ﺟَﻠَﺪٍ ﻭﺑﺄﺱٍ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﺑﺜّﻪ ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ، ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻗﻄﻒ ﺍﻟﻨﻮﺭَ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤُﻀﺎﺀﺓ، ﺛﻢ ﺃﻋﻮﺩ ﺑﻪ ﻟﻜﻲ ﺃﺿﻲﺀَ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻃﻦ، ﻣﻮﻃﻨﻲ.. ﺍﻟﺠﻼﻝُ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺀُ ﻓﻲ ﺭﺑﺎﻩ، ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺍﻟﻬﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﻮﺍه..