اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصب جم غضبها على تركيا بعد إدانتها لعملية الدهس البطولية بالقدس أمس والتي نفذها الشهيد فادي القمبر وقُتل فيها أربعة جنود إسرائيليين وأصاب 15 آخرون.
وتفاعل رواد شبكات التواصل الاجتماعي بشكل صادم واستهجان كبير للإدانة التركية لا سيما أنهم يعتبرونها المناصرة والداعمة للقضية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
كما عبروا عن رفضهم وصف المقاومة بالإرهاب، إلى جانب نشطاء أتراك حيث احتل هاشتاق "المقاومة الفلسطينية ليست إرهاب"، مواقع التواصل في تركيا، رداً على التصريحات التركية الرسمية.
وربط المتفاعلون على المواقع بين إدانة تركيا وبين شهداء سفينة مرمرة الأتراك الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في إشارة منهم إلى ألا تنسى تركيا دماء شهداءها وأن قاتلهم لا يزال حياً.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشيك قال أمس إن تركيا تدين عملية دهس الجنود الاسرائيليين في القدس "وهو عمل إرهابي وحقير".
كما أصدر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، تصريحاً قال فيه: أنا حزين جداً على ضحايا الهجمات الإرهابية التي تبناها داعش في بغداد والقدس.
وأكد النشطاء على حق الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي وقتله جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والعتاد لقتل الفلسطينيين، وأن الموقف التركي كان مخيباً للآمال، مطالبين بالاعتذار.
وفي منشور له على "فيسبوك"، اعتبر القيادي في حماس إبراهيم صلاح تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي مستهجنة وغير مقبولة إطلاقاً، ومسيئة لتركيا وأردوغان.
وأضاف صلاح: "كان يسعه الصمت، وإذ نتفهم الضغط والمؤامرات التي تتعرض له تركيا، فلا يمكن أن نتفهم أن تمس مقاومتنا ببنت شفة".
وفي تغريدة له اعتبر المحلل السياسي الأردني ياسر الزعاترة الإدانة التركية لعملية القدس بالموقف الساقط، ويستحق الإدانة، مشدداً على أنها عملية مشروعة، حتى وفق القوانين الدولية التي لا صلة لها بمصالح شعبنا الفلسطيني.
وقال: "كلام نائب رئيس الوزراء التركي ساقط، وهو لا يمت إلى ضمير الأتراك بصلة.. هذه عملية بطولية ضد غزاة قتلة، ولا غبار عليها، حتى في القانون الدولي".
وطالب الكاتب الفلسطيني والمحاضر سعيد الحاج بتواصل وضغط فلسطيني على تركيا لتصويب الإدانة، منوهاً إلى تركيا تغامر بهذه التصريحات بمكانتها في العالم العربي، التي حصلتها بدماء شهدائها في سفينة "مافي مرمرة" وقمة "دافوس".
أما الباحث الفلسطيني ماجد أبو دياك فاعتبر الإدانة "عمى سياسي وموقف حقير يستحق المراجعة من أصدقاء تركيا يسيء لأردوغان وحزبه".
في حين رأى الناشط رضوان الأخرس بأنه لا يليق بنائب رئيس الوزراء التركي أن يكون بهذا الحجم من ضعف الثقافة وعدم المعرفة، فلا يستطيع التفريق بين المقاومة والإرهاب! .
لكن المحلل السياسي إبراهيم المدهون أكد أن إدانة تركيا للعملية البطولية مخيبة للآمال، مضيفاً: هذا الأمر وإن كان شكليا غير مقبول، ودليل تراجع للقيم التركية التي تبناها أردوغان.
وتابع: نفهم ونتفهم صمت تركيا، وعلاقاتها التجارية والدبلوماسية مع الاحتلال، لكننا لا نقبل إدانة مقاومتنا ونعت بطولاتنا بالأعمال الإرهابية والحقيرة.
وترى الباحثة أماني السنوار بأن تركيا كسبت قلوب العرب بمواقفها المشرفة في فلسطين لكن وصفها للمقاومة بأنها إرهابية وحقيرة لا يعني سوى نسف هذه المكانة.
ولفتت إلى أن تركيا قدمت خدمة للاحتلال الإسرائيلي بتبني رئيس وزراءها أكذوبة نتنياهو بربطه عملية الدهس بالقدس بتنظيم "داعش".
أما أحد النشطاء أحمد قنيطة فطالب تركيا بأن تتقدم باعتذار رسمي من الشعب الفلسطيني، وإلا فالصمت معناه الرضى؟!، وفق ما كتب.
وكتب عبد الله شتات "بقدر حُبنا واحترامنا لتركيا .. سننتقد ونعتب ونذم مواقفها الأخيرة.. الموقف التركي خزاوة غير مُبررة ولن نقبل إلا باعتذار رسمي".
يشار على أن عملية دهس بشاحنة نفذها الشهيد المقدسي فادي أبو القنبر في بلدة جبل المكبر بالقدس، قتل خلالها أربعة جنود إسرائيليين وأصاب قرابة 15 آخرين.
