أشعل أبو عدي عامل إسرائيل العاطل عن العمل سيجارته أمام دكان أبو حسين المغلول من الوضع، وبدأ يقلب عبر تليفونه أخبار المسيرات التي خرجت ضد الكهرباء في قطاع غزة، وبدأت تلوم المسؤولين في غزة عن التقصير، وقال وهو مغمض نصف عين من جراء الدخان المتصاعد، والسيجارة في فمه: "والله منا عارف يا عالم الناس معقول لهلقيت مش عارفة الطبخة؟ يعني بالله حماس راضية ومبسوطة على اللي بيصير، وكل بالها تقطع الكهرب عالناس، يعني بالله هلقيت حماس ما الها شغلة ولا عملة غير تقطع الكهرب عالناس... يا جماعة ورحمة الله إنه الموضوع أكبر بكتير من حماس".
رد أبو حسين عليه بصوت مبحوح قائلا: قول يا سيدي أعطينا حكمك لنشوف، أنت مش معروفلك راس من رجلين مرة هناك ومرة هين؟
اسمع يا أبو حسين: الله أعطاني عقل أفكر فيه، حماس مش مبسوطة على اللي بيصير، لكن عباس رفض كل المبادرات وإسرائيل كمان، كلهم بيقولوا لحماس سلمي سلاحك، ممنوع يضل ولا نفر في غزة معاه بارودة، ولا حتى طلقة، وبعديها بيسلموها لأبو مازن وبتصير بالمرة غزة والضفة حاكورة لفتح، واللي مش فتح بياكل زفت، يا بيدخلوا اليهود علينا وعلى بيوتنا وعلى غرف النوم حتى ما في واحد ذكر يطلع يقول إلهم ايش بتسووا قاعدين؟ ويمكن جنود الأمن الوطني التابع لعباس تحرسهم.
عباس رئيس الشعب مش رئيس الضفة، وهو المفروض يتفضل يجيب حل، حماس سلمت إله الجمل بما حمل، الرئاسة والحكومة وغراب البين، بس الراجل بدوش بيقولك يا بتسلموا سلاحكم يا بتضلكم تباطحوا في الشعب والشعب يباطح فيكم...
