10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
13.99°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة13.99°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

أبدعها مصممون..

خبر: صور معبّرة تحكي معاناة كهرباء غزة

تصاميم راقية تحكي معاناة كهرباء غزة
تصاميم راقية تحكي معاناة كهرباء غزة
رفح - محمد كمال

"في النهاية، ستكون مثل المصباح المعطّل، سيمرون من جانبك، سيرمقونك بنظرةٍ حاقدةٍ لأن نورك لم يكن كافيًا هذه المرة، متناسين المرّات التي كنت تحترق فيها لكي تنير لهم الطريق".

بهذه الكلمات عنون المصور محمد معمر صورته التي نشرها عبر صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تعبيرًا عن استمرار واشتداد أزمة الكهرباء التي يعيشها سكّان قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية، تعبيرٌ استخدمه عدد من المصورين، تتكلم به الصورة وتتحدث به الألوان ويحكيه التصميم؛ لنقل المعاناة ورسم ظلمة القطع المتواصل، لتنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

شجرةٌ جرداء في قلب مصباح وكأنها تعلن موتها لندرة وصول الكهرباء لها، هكذا بدت صورة، وصورة أخرى ساخرة لأسماك داخل مصباحيّ كهرباء امتلئا بالماء تبحث فيهما عن حياة لها وكأنها بحث الناس وهمّ يومهم، ولوحة ثالثة لطفل يحمل بيده مصباحًا قديمًا يسير فيه في طريق معتمة وحوله عدد من المصابيح المنطفئة.

صورةُ تعبّر

خلال حديث "فلسطين الآن" مع المصور محمد إياد معمر من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الذي كوّن صورة لشجرة جرداء داخل مصباح كهرباء مزروع في التراب، أوضح أن فكرة الصورة جاءت من أزمة انقطاع الكهرباء الحالية التي يعاني منها أهالي قطاع غزة.

وقال: "استخدمت شجرة جرداء بداخل المصباح لتوحي أن هذه الشجرة أصبحت كذلك بسبب قلة وندرة الكهرباء الواصلة إليه فأصبح مهجورًا لا توجد فيه حياة، وهكذا هي معاناة أهالي قطاع غزة في أزمة الكهرباء".

وصورة أخرى رسمها معمر بعدسته ونشرها على حسابه عبر "فيسبوك"، لمجسم رجل ينظر بكل حزن إلى مصباح الكهرباء الملقى على صفحات الجرائد والصحف، وخلفه شمعة خافتة إضاءتها، وكتب عليها "أن ترى هذا المصباح اللعين مضاءً .. فتلك إحدى المعجزات".

وبدوره، أوضح المصور عبد الله فتحي أبو نجا من مدينة رفح أيضًا، أن صورته ساخرة، تكونت من مصباحي كهرباء دمج داخلهما أسماكًا ومياه، وعنون صورته التي نشرها على صفحته عبر موقع "فيسبوك" بقوله ساخرًا بالعامية: "حتى الأسماك بدهااا كهرباء".

وأشار أبو نجا أن فكرة الصورة توحي بأن الكهرباء هي الحياة التي تبحث عنها حتى الأسماك فكيف بالناس؟، معتبرًا أن صورته ساخرة للتعبير عن معاناة أزمة الكهرباء وتوصيل الرسالة لكل المعنيين، منوهًا إلى التفاعل الكبير للصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كونها تعبر عن مشكلة مجتمع.

تصميم يشارك

ولم يغب المصمم صلاح صافي من مدينة خانيونس عن المشهد ليشارك بفن التصميم في إنتاج بعض تلك الصور، وقال معلقًا على تصميم صورة أبو نجا: " تتخذ نمطًا مختلفًا فتظهر مدى المعاناة، وكأن الحيوانات تستنجد وتطلب الحياة والكهرباء".

وأضاف صافي معقبًا على تصميمه لصورة من التقاط المصور محمد منصور: "إنها تظهر المعاناة بشكلها الكامل، حيث يظهر أصغر أفراد المجتمع وهو الطفل، ويطالب بحقوقه المشروعة والأساسية"، منوهًا إلى "كمية الوعي التي وصل بها أطفالنا في مراحل مبكرة من حياتهم".

وأكدّ أن الهدف هو إيصال الصورة بشكل مختلف لعل وعسى أن تصل الرسالة واضحة، وتحرك وكمية الألم بداخلها ضمائر الجهات المعنية ونستفيق من غفلتنا، وتساءل: "إذا كان الطفل والحيوان هم من يطلبون بالحقوق، فما بالنا بالشباب؟".

وكان المصور محمد منصور التقط صورةً لطفل يسير في أحد شوارع مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأظهر من خلال تصميمها الطفل وهو يحمل مصباح كهرباء قديم وحوله مصابيح كهربائية منطفئة.

انتشار وتفاعل

واعتبر صافي أن مواقع التواصل الاجتماعي ميدان مهم جدا لنقل المعاناة ورسم الصورة، وأكدّ أن "كل من يعمل فهو مجاهد وكل من يخدم مجتمعه فهو ينقل رسالة بكافة الوسائل المتاحة أمامه".

وأشاد صافي بتفاعل الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتلك الصور، وقال :"التأثير يتضح أكثر مع تفاعل الجمهور، وكما لاحظنا حجم التفاعل مع هذه الصور، ولا اخفيكم أن كمية التفاعل تزداد مع زيادة عدد المتابعين للشخصية نفسها".

وفي ذات السياق، أكدّ معمر على التفاعل الكبير من قبل المتابعين على صورته التي نشرها عبر صفحته عبر "فيسبوك"، وأشار إلى نشر بعض الصحفيين المعرفيين للصورة عبر صفحاتهم أيضًا.

ويعتقد معمر أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت المكان الأنسب لتوصيل الصورة للمواطن، خصوصًا أنها تصل لجميع فئات وأطياف المجتمع.

تصاميم راقية تحكي معاناة كهرباء غزة تصاميم راقية تحكي معاناة كهرباء غزة تصاميم راقية تحكي معاناة كهرباء غزة