حذرت جهات فلسطينية عدة من أن تنفيذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وعده لـ"إسرائيل" بنقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس ستؤدي إلى موجة تصعيد جديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قبل يوم من توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية أنه سينفذ وعوده بنقل السفارة الأمريكية في "إسرائيل" إلى القدس، فور توليه منصبه الجديد كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
وقال ترامب في حديث لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية بتاريخ 19 يناير الجاري، "لن أخلف وعدي الذي قطعته لإسرائيل حول القدس".
زعزعة وأضرار
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف حذر من أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس سيؤدي إلى زعزعة الوضع في المنطقة، ناهيك إضراره بقرارات الشرعية الدولية واتفاقات جنيف التي تنطبق على الأراضي الفلسطينية كأرض محتلة.
وأكد أبو يوسف في حديث خاص لـ"فلسطين الآن" على أهمية أن يكون هناك موقف عربي واسلامي يسعى لوضع حد لهذه الخطوة بهدف ضمان أمن المنطقة، فالقدس كانت وستبقى عاصمة لفلسطين.
فيما اعتبر ممثل حركة حماس في طهران خالد القدومي أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس -حال حدوثه- سيشكل تحدياً سافراً لمشاعر وعقائد مليار ونصف مليار مسلم في المنطقة، وكذلك لمسيحيي المنطقة، مشدداً على أنه سيؤدى إلى مزيد من التوتر علاوة على التوتر الحاصل في المنطقة.
ولفت القدومي في تصريحات له نشرها الموقع الرسمي للحركة إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لن يُتوقع منه سوى المزيد من الانحياز غير المبرر لـ"إسرائيل".
مخالف للقوانين
وحسب مبادئ القانون الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 478، الصادر عام 1980، والذي ينص بأن قرار الضم الإسرائيلي للقدس مخالف للقانون الدولي، فإن نقل السفارة الأمريكية يعد مخالف لتلك القرارات.
المحلل السياسي عدنان أبو عامر رأى في حديث مع "فلسطين الآن"، أن نقل السفارة الأمريكية من عدمها، تبقى مسألة متعلقة بالضغوط التي قد يمارسها اليمين الإسرائيلي على الإدارة الأمريكية الجديدة، واستغلال هذه الفرصة التاريخية لنقل السفارة من "تل أبيب" إلى القدس.
ولفت إلى أن ذلك ليس قراراً شخصياً بترامب، فهناك مؤسسات أمريكية كالكونغرس، ووزارة الدفاع وغيرها، يجب الرجوع إليها قبل اتخاذ قرار رسمي بنقل مقر السفارة، والتي ترى أن تنفيذ تلك الخطوة ستؤدي إلى انفجار الأوضاع الميدانية والأمنية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإمكانية الذهاب لانتفاضة فلسطينية ثالثة.
من جانبه اعتبر المحلل السياسي إبراهيم المدهون في حديث مع "فلسطين الآن" أن وعود ترامب بنقل السفارة جاء ليرضي القطاعات الصهيونية المتحكمة في الكثير من مفاصل الولايات المتحدة الأمريكية.
واعتقد أن الواقع الفلسطيني الرسمي الضعيف سيمنعها دون اتخاذ خطوات فعلية لثني الإدارة الأمريكية عن ذلك القرار، وهو ما يعني انهيار الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس.
وتبقى الأيام المقبلة تحمل بين طياتها جواباً حول ما إذا سينفذ ترامب وعده بنقل السفارة من "تل أبيب" إلى القدس، وسط توقعات باشتعال المنطقة في حال نفذ ذلك الوعد.
