تحرص الأم دائماً بدافع حبها وقلقها على صحة أطفالها على وقايتهم من كل الأمراض، لأنها لا تحتمل تعرضهم حتى إلى الحمى، وكذلك الأمر مع الشعور بالتوعك، وتعكر المزاج. وتختلف ردود أفعال الأمهات في حال شعرن بأن مرضاً قد يصيب أطفالهن، حيث يتوجه بعضهن إلى أقرب صيدلية للحصول على مضاد حيوي يتناوله الطفل، ويرتاح من المرض، ويتجنب الألم الذي يصاحبه، دون أن يعلمن أن هذا الأمر يؤذي الطفل كثيراً بدلاً من مساعدته. وهذا التصرف منتشر بكثرة بين الأمهات اللواتي لا يعلمن مدى خطورته، خاصة في فصل الشتاء، الذي يتعرض فيه الأطفال بكثرة إلى المرض، ما يعني استخدام المضادات الحيوية أكثر من مرة خلال الموسم.
استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والفيروسات الدكتور عبدالكريم الربيعة من مجموعة مستشفيات الدكتور سليمان الحبيب الطبية، الذي التقيناه أوضح لـ "سيدتي نت" بعض الحقائق التي يجب على الأمهات الانتباه لها خاصة في فصل الشتاء وهي:
أولاً: أغلب الأمراض فيروسية
أكد الدكتور الربيعة أن ما بين 82%-86% من الأمراض التي يرافقها سيلان للأنف وطفح جلدي واستجابة سريعة لخافض الحرارة، مثل الرشح، والإنفلونزا، والطفح الجلدي المصاحب للحمى، هي عبارة عن التهابات فيروسية، ولا حاجة لوصف مضاد حيوي لها، وعادة ما تستمر أعراضها من يومين إلى 5 أيام.
ثانياً: خلق جراثيم جديدة مقاومة
المضادات الحيوية عادة ما تكون آثارها الجانبية في نفس وقت استخدامها، ولكن تكمن المشكلة عند سوء استخدام هذه المضادات حيث تؤدي إلى نشوء جراثيم مقاومة لها مع كثرة الاستخدام.
ثالثاً: عجز الطبيب أحياناً عن اتخاذ القرار
في بعض الأحيان يصعب التفريق بين الأمراض الفيروسية والبكتيرية لذا يجب على الطبيب إجراء "المسحات الأنفية" التي تساعد في اكتشاف بعض أنواع الفيروسات، كذلك إجراء التحليل الخلوي الدموي، وفحص (CPR) الذي يساعد في تحديد نوع الالتهاب، وعليه، يتم اتخاذ القرار المناسب بوصف مضاد حيوي من عدمه، وللأم الحق في مناقشة الطبيب حول صرفه المضاد الحيوي.
رابعاً: المرحلة العمرية
لا يوجد عمر محدد لصرف المضاد الحيوي، وهذا أمر خاطئ، فالفئة العمرية بين الولادة وعمر 3 أشهر يجب قبل صرف المضاد الحيوي له عمل فحوصات دموية، إضافة إلى فحص السائل المخي.
خامساً: الأعشاب لا تفيد
يجب أن تعرف الأم أنه من اللازم استخدام المضاد الحيوي في حال ثبوت الإصابة البكتيرية، وفي هذه الحالة، فإن المواد البديلة والعشبية المشابهة لعمل المضادات الحيوية لن تكون كافية.
ثقافة عربية خاطئة
واختتم الدكتور الربيعة حديثه لنا بالقول: مع الأسف، تكمن المشكلة عربياً في صرف المضاد الحيوي من الصيدلية دون وصفة طبية، وحالياً بدأنا نعاني من آثار سوء استخدام المضادات الحيوية، حيث توجد أنواع شرسة من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية مثل (MRSA-ESBL)، وقد تؤدي إلى الوفاة".