يحاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه أفيغدور ليبرمان استغلال الفرص الذهبية، لبناء أكبر من المستوطنات واستغلال مرحلة ما يعرف بترتيب الأوراق في فترات الفراغ العالمية ومنها المراحل الانتقالية في الرئاسة الأمريكية، وخصوصاً مواقف الرئيس الأمريكي الحالي ترمب الداعمة للاستيطان.
وصادق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، على بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، لتقام معظمها في الكتل الاستيطانية الكبرى، ونحو 100 منها فقط ستقام بمستوطنة "بيت ايل"، شمال شرقي رام الله.
كما قررت لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، الأحد الماضي، بناء 560 وحدة استيطانية جديدة.
ولفت عددٌ من المحللين السياسيين إلى خطورة الاستمرار في التوسع الاستيطاني خاصة أن المستوطنات الأخيرة التي تمت الموافقة عليها ستتركز في القدس والضفة، وإلى خطورة التوسع الاستيطاني العشوائي المجنون المتسارع لمنع إقامة كيان فلسطيني.
نتنياهو يحاول تغطية فساده
الكاتب والخبير في الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي اعتبر أن نتنياهو يحاول بالتوسع الاستيطاني نتنياهو الدفع بملفات الجدل على الساحة العالمية والداخلية للتغطية على ما بات يعرف الآن بملفات المتابعة إعلامياً (ملفات فساد نتنياهو).
كما اعتبر الريماوي أن نتنياهو يسعى لتحقيق لتحقيق أهداف كثيرة وخطيرة في هذه المرحلة أهمها مستوى البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس بشكل كبير دون أي معيقات، و الدفع الكبير باتجاه نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس والضغط في هذا الجانب.
وأضاف: "نتنياهو يحاول أيضاً تفريغ أي توجه سياسي مناهض لـ"إسرائيل" عبر الدفع بالتدخل الأمريكي المعهود، وتبني الولايات المتحدة رأي "إسرائيل" في ملفات إيران والحرب في سوريا".
2017 الأخطر في ملف الاستيطان
وتوقع الريماوي أن يكون العام الجاري الأخطر في ملف الاستيطان، من حيث أن المتابع لتوجهات مجالس المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، يدرك أن المرحلة القادمة ستشهد ضخ بناء في نحو 100 مستوطنة وعشوائية، بحيث ستكون المناطق الأكثر استهدافاً المستوطنات المحيطة في القدس.
بالإضافة إلى مناطق الخليل التي يسعى الاحتلال لتأسيس ما يعرف بأكبر منطقة صناعية للالتفاف على دعوات المقاطعة الأوروبية، كما و يوفر على "إسرائيل" دخول الفلسطيني للداخل، عدا عن مشروع القطارات الخطير في مدينة القدس.
وقال الريماوي إن المطلوب من القيادة الفلسطينية أخذ خطوات جوهرية منها العودة لخيارات المصالحة ووقف التنسيق الأمني، حسم التوجهات من المقاومة وأشكالها.
لعدم إثارة الرأي العام
من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة أن قرارات التوسع الاستيطاني جاءت لإرضاء البيت اليهودي الذي يصر على ضم المستوطنات، وخاصة مستوطنه "معاليه أدوميم" وبالتالي أصدر نتنياهو موافقته على المستوطنات من أجل عدم إثارة الرأي العام في هذه الفترة.
وأوضح أبو شمالة في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن هذا جزء من السياسة الإسرائيلية القائمة على سرقة الأرض الفلسطينية دون خوف من ردود الفعل الفلسطينية في ظل التنسيق الأمني المقدس، وعدم الخوف من ردة الفعل العربية في ظل الوضع العربي المتهالك وهذه فرصة تاريخية كما عبر عنها ليبرمان.
واعتبر الإدانات والاستنكارات التي صدرت ضد قرارات نتيناهو وليبرمان لا تشكل عائقاً أمام المطامع الإسرائيلية، لأن "إسرائيل" تعودت على الشجع الاستيطاني كما تعودت على بيانات الشجب والاستنكار وبالتالي فهي لا تخشى سوى الفعل الميداني وهو الممنوع من قبل السلطة التي تقدس التنسيق الأمني والتي لا تسمح حتى بمظاهرة صغيرة في طرق المستوطنين والمستوطنات.
وبين أن المطلوب فلسطينياً هو وقفة في الشارع الاستيطاني لأنه إن لم يشعر المستوطن بالوجع، وردة الفعل الفلسطينية الغاضبة فلن يوقف الاستيطان، أما الموقف العربي فهو يأتي داعماً للموقف الفلسطيني فطالما كان الموقف الفلسطيني قاصراً على الكلام وهنا نستذكر قول الشاعر الفلسطيني "إن قذيفة مدفع لتساوي ألف قذيفة من الكلام" وقذائف الكلام لا تساوي شيئاً.
