بشكل عجيب من بين آلاف البوستات على الفيس بوك للناجحين بعلامات كاملة وامتياز من الطلبة كرم مواطن ابنته لحصولها على درجة متدنية جدا في مادة التربية الوطنية، حيث اعتبرها أنها الصادق الوحيد في كوكب الأرض الذي قدم علامته الحقيقية لنسبة الوطنية في دمه.
وشعرت الطفلة بالفخر لهذا التقييم الحقيقي حيث قلبت كل الشعارات والمفاهيم الكاذبة حين أجابت عن سؤال ماذا تعرف عن الوطن؟ فكتبت: كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن.
وأجابت عن سؤال انعكاسات الثورات الحاصلة على نسبة الوطنية بقولها: الثورة يقودها الفقراء ويجني ثمارها البرجوازيون، وقالت عن الديمقراطية: عملية انتخابية تجري مرة كل ٤٠٠ عام في الوطن العربي ويتم الانقلاب عليها خلال عام إذا لم تكن المواصفات مطابقة لمعايير الانتاج العالمي.
ولم تستطع الفتاة التمييز بين حقوقها واحلامها من بين ١٥٠ صفحة من كتاب حقوق الانسان ولا ١٥٠ صفحة أخرى من كتاب التربية الوطنية، ولا من بين خمسين مليار قرار للأمم المتحدة عن حقوق الانسان، فكتبت: أحلم بكهرباء منتظمة وأن انتخب رئيس لي كل فترة منتظمة بدون أي انغماس لأصابعي بحبر القسم، في حين اعتبرت المعلمة أن اجابتها خاطئة وتمس بمنسوب الوطنية في الوطن الكبير.
ودعا والدها نظراً لعلاقاته الكبيرة نتيجة عمله كمؤرخ كبير كل الوزراء الفلسطينيين منذ قدوم السلطة وكل نواب التشريعي وكل أمناء الفصائل ولم ينس توجيه دعوة للرئيس لحضور وليمة الغداء في ملعب اليرموك وسط مدينة غزة لتكريم ابنته التي رسبت في مادة التربية الوطنية نتيجة اجاباتها الواقعية، وشعر الوالد بالأسى حيث لم يحضر أحد سوى هو وابنته وفقراء الحارة، فجميع المدعوين اعتذروا لانشغالاتهم في ترتيب البيت الفلسطيني.
