28.27°القدس
27.94°رام الله
29.42°الخليل
30.88°غزة
28.27° القدس
رام الله27.94°
الخليل29.42°
غزة30.88°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

واقع العرب

08
08
توفيق بوريابة

مثل الديموقراطية في الوطن العربي كمثل مديرعربي في مدرسة ابتدائية عربية جمع كل التلاميذ العرب واعطى لكل منهم حق الاختيار بين العطلة الأبدية أو الدراسة، وكانت النتيجة كالتالي : %90 صوتوا للعطلة الأبدية وهم من الكسالى والراسبون والمشاغبون، و %7 اصواتهم ملغية لأنهم لم يفهموا بعد معنى التصويت، و %3 صوتوا للدراسة وكانوا قلة قليلة من المجتهدين والفاهمين لخطورة الوضع ,, وعندما انتقدوا النتيجة (اي المجتهدون) واعتبروا ان الاغلبية صوتت بذلك فقط لجهلها بالنتائج المترتبة عن ذلك على المدى البعيد ,,قام البعض المحسوب على الاغلبية واتهمهم بالتآمر لمصلحة مدرسة اخرى ,وأنهم من مثيري الفتن ومعارضي قرار الجماهير وأن الافكار التي يتبنونها من مدارس وكتب ومراجع أخرى هي دخيلة عليهم ,,بل بلغ الأمر عند بعض المتشددين من التلاميذ الى وصفهم بالكفر والزندقة والخيانة العظمى للمؤسسة وللوطن العربي والإسلامي كافة..

وما أن سمعت البقية ماراج من تخوينهم وتكفبرهم ومعاداتهم للاسلام ,, حتى انصب عليهم جيش عرمرم من المتعصبين يسبونهم ويلعنونهم ويقذفونهم بالحجارة ويعتقلونهم في المراحيض، أما من بقي ونجا من الاعتقال فمنهم من غير من أفكاره وتاب عنها واستغفر الجماهير,, فغفرت له وجعلته قدوة حسنة وبدأت تروج لخطاب مفاده أن المفكرين والمجتهدين أمثاله العائدين الى رشدهم هم مفخرة التلاميذ ,, واعترفوا بعلمه من بعدما كانوا ينعتونه بالضلال ,,أما من ظل متمسكا برأيه ورؤيته للحاضر والمستقبل فقد هاجر وانتقل الى مدرسة اخرى اكثر تقبلا للمجتهدين والمتميزين..

مرت أعوام وأعوام وإذا بالمدرسة المنفتحة قد تخرج كل طلابها دكاترة وأطباء ومهندسبن وفنانين وعلماء...

أما مدرستنا العربية، لما أفرغت من التلاميذ، باعها المدير الى أقساط، فقسط تحول الى ثكنة عسكرية لا يسمع منها إلا الرصاص ودوي الانفجارات ورائحة الموتى، وقسط تحول الى بارات وملاه ليلية يأتيه المنعمون من كل فج عميق من المحيط ومن الخليج ومن الخليج أكثر ليشهدوا رقصات الغواني من التلميذات السابقات الداعيات للعطلة الابدية ,

أما قسط فقد سيطر عليه رهط من التلاميذ وسموه المدرسة الاسلامية واعتبروا ان تخلفهم راجع لعدم تبني المدرسة السابقة ,, للعطلة الاسلامية ,,فقرروا أن يغزوا باقي المدارس لنشر فكرتهم السماوية ,,,

تلك إذن حالة العالم العربي وشبح الديموقراطية.