استدعى جهاز أمني "أبو الروايح" نسبة لاسمه المنتزع من التفاح المنقوع بالسكر والليمون المغلي على النار مع اللون البنفجسي، وعمله فيه لمدة سنوات طويلة إضافة لعمله كحلاق سابق في أحد صالونات الحلاقة في مخيم يبنا برفح، طلب رجل الأمن من "أبو الروايح" أن يسلمه هاتفه، وحين بدأ التقليب في الأسماء تفاجئ رجل الأمن.
كانت الأسماء مسجلة بطريقة لا تستطيع شيفرة السي أي إي فكها، باراك أوباما، أشرف الزنط، أحمد قريع، رئيس بلدية لندن، الدوونجي، ملك الطحال، شركة الكهرب، ثلاسيميا الدم، كرت المؤن، أبو شكمها، ابو العبد هنية، رفاعة الطهطاوي، شمعون بيريز، المنحوس، درقن، الشاكوش...
جميع الأسماء كانت على هذه الشاكلة أكثر من 1000 اسم، سأل رجل الأمن معقول هذي الأسماء حقيقية يا أبو الروايح؟ نظر به من أسفل لفوق وقال له، أكيد حقيقية أنت مستقل فيَّا، بدك رقم مدير كوكب الأرض بتلاقيه هين، بدك رقم المسؤول عن عمليات تدريب البطاريق من ذوي الاعاقة موجود كمان.
أبو الروايح أصيب بلوثة فكرية، أدت لفصل سلك مركزي في الدماغ نتيجة عدم اكتفاء استمرار تولد التيار الكهربائي في جسمه للمخ بسبب أزمة الوقود، وبعدها شعر نفسه أن المنسق العام للاتصالات على كوكب الأرض، ويستخدم بشكل أساسي جميع وسائل التواصل الاجتماعي المجانية للاتصال، ولديه علاقة حميمة مع حلاقين البلد كلها، مما زاد من خبرته في معرفة كل صغيرة وكبيرة في البلد، من محمود العالول كنائب الرئيس شخصياً إلى زوجة أبو شكمها سبب المشاكل في مخيم يبنا بأكمله.
دفع الفضول رجل الأمن ليتصل بأوباما والمسجل برقم محلي، ألو... سيادة الرئيس الأمريكي السابق أوباما، رد عليه صوت طاعنٌ في الغلاظة متحشرج يجيب يس فكورس ايام أوباما، مين معاي... ضحك رجل الأمن، قال له السي أي إيه في غزة، كنت بدي أسألك وين الأمور رايحة؟
أوباما يخاطب صديقه وصوته في التلفون "مين هذا أخو.. إلي بيتصل في؟.... أغلق الرجل الهاتف، مستغرباً من وقاحة أوباما في الرد، واتصل مرة أخرى على أحمد قريع، رد: ألو السيد أبو العلاء؟ رد الرجل مين أبو العلاء... المعري ليكون؟ قاله: أبو قريع، ضحك الرجل وقال: شكلك فايق ورايق يا أبو الروايح، أغلق الهاتف واتصل على شركة الكهرباء، رد الموظف مباشرة بدون مقدمات: "أبو الروايح" الكهرب اليوم حتيجي على الطنعش في الليل، وأغلق الهاتف.
نظر رجل الأمن في وجه أبو الروايح قائلاً له: يخرب بيتك كل الناس عرفاك... ممكن أسألك سؤال؟ لوين الأمور رايحة عنا عالمستوى السياسي؟
قال له هات التلفون، أمسكه واتصل في مركز الرازي للتحاليل الطبية والسياسية، وقال: ألو الدكتور عمران موجود قله أبو الروايح، أهلين دكتور وين الأمور رايحة عنا؟
قاله: والله يا أبو الروايح رفضوا حل الدولتين، وهي بدأ القمح يدخل لغزة عن طريق مصر، والأمور في طريقها للحل إن شاء الله، قاله له أبو الروايح: ماشي شوف لي نتائج تحليل البول تاع بنت أبو العبد طلعت عشان أخليه يمر ياخدها.. وأغلق الهاتف.
رجل الأمن قال له يا أبو الروايح أنا سأوجه لك تهمة انتحال أسماء شخصيات ذات منصب سياسي، قال له أبو الروايح: شوف يا سيدي الناس الحقيقيين أكبر في المنصب من الأسماء الوهمية، كيف لتقعد مع درقن يومين بس في الحارة عنا، عليم الله لتصير مفكر سوسولوجي في بذور الخرذل السياسية.
ضحك رجل الأمن وأمر بإعفاء تام طول العمر عن أبو الروايح... ولفي بينا يا دنيا.
