رغم سياسة التعسف التي ضُربت بها المعلمة الفلسطينية سائدة أبو صبحة من مدينة يطا جنوب الخليل، بتسليمها قرار فصل من مكان عملها كمدرسة تربية ابتدائية في أحد المدارس، إلّا أنها أبت الانصياع لأوامرهم، ما زالت تواظب على التدريس.
الفصل الوظيفي، سلاح يضاف إلى القتل والاعتقال، وحتى الإبعاد، فهو يعمل على لجم الإنسان الفلسطيني، من أجل استنزاف طاقته، وجعله ضحية لسياسة قطع الأرزاق، سيما غياب العدالة والرحمة من قلوب المسئولين.
المعلمة سائدة أبو صبحة، استلمت كتاب التنسيب أواخر عام 2015، وبدأت مهمتها كمعلمة تربوية، وعيّنت من الحالات المرضية الخاصة، الذين يحصلون على نسبة 5% من التوظيف، سيما أن لديها أكثر من 25% عجز، ولديها أوراق موقعة من لجنة طبية تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية.
فصل تعسفي
وتسرد المعلمة سائدة، في حديثها لمراسلة، "فلسطين الآن"، تفاصيل فصلها، قائلة: بداية التعيين، وبعد معاينتي من قبل لجنة طبية، تبين أن لدي عجز ما يقرب الـ 34%، أي أكثر من النسبة المحددة من قبل التربية والتعليم، والتي يجب أن أُعيّن عليها كموظفة حكومية في سلك التعليم، وبالفعل تم تعييني، نهاية عام 2015، وبدأت أدرس بإحدى مدارس المدينة في المرحلة الابتدائية.
ولفتت أبو صبحة، بأن العجز يكمن بوجود تضخم عالٍ وكبير في الأطراف، مع تخثر في الدم بنسب عالية، والذي يستدعي الاستمرار على حقن "الكليكسان" لعدم التجلط في أي لحظة.
وفي معرض حديثها، تشير إلى أن واصلت التدريس بنظام التعيين لثمانية أشهر، ومن بعدها تفاجئت بتحويل التعين إلى نظام عقد لمدة عام، بدعوى أن هناك خلل في أوراق اللجنة، وأنني أعاني من حالة مرضية وليس إعاقة دائمة، وبعد المتابعات، لم يكن هناك أي خطأ، سوى أنهم كانوا يهيئونني لعملية الفصل وإلغاء التنسيب.
وأضافت: بعد انقضاء مدة الثمانية أشهر، جاءني كتاب إلغاء التنسيب إلى المدرسة، وأبلغوني بقرار التربية والتعليم بأنه لا يمكن مواصلة التدريس لعدم وجود تعيين وتمديد للاستمرارية.
وأكدت أبو صبحة، بأنه رغم استلامها كتاب الفصل، إلّا أنها مستمرة بذهابها إلى المدرسة، والقيام بواجبها كمعلمة تربوية في السلك الوظيفي، ولن تتراجع عن حقها المسلوب، وستبقى تقاتل من أجل حقها ورزقها، والذي أخذ منها ظلما.
على ذي صلة، قال خالد حمامدة، وهو زوج المعلمة المفصولة، لمراسلة "فلسطين الآن"، أنه لم يترك أي باب إلا وتوجّه له، وأسمع المسؤولين، بشكواه لفصلهم زوجته من وظيفتها، مبيّنا، بأنه قد مثل أمام المحكمة في جلسات عدّة، كان معظمها يأخذ قرار التأجيل، والآخر يفيد بعدم قوّة الحجة، وبالتالي خسران القضية.
خطأ معاينة
وتعليقاً على الموضوع، تقول فداء الكايد، نائب مدير عام التعيينات في الديوان، بوزارة التربية والتعليم برام الله، وعبر برنامج متلفز، إن الخطأ يكمن في لجنة المتابعة الصحية، والتي عاينت المعلمة طبيّا.
وأظهر التقرير عن وجود عجز من تضخم وحالة إعاقة دائمة، لكن يبدوا أن هناك خطأ من اتحاد المعاقين، في معاينتها، والذي يبدوا أن حالتها مرضية تعالج.
وتبيّن أن حالات مرضية كبيرة، مستعصية العلاج، وتعتبر إعاقة دائمة، هي من لديها الحق في العيين والتوظيف، مع حفظ حق المعلمة سائدة، والذي أنصحها بمراجعة اللجنة وإعادة الفحص من جديد.
وسلمت وزارة التربية والتعليم عدد من المعلمين من أصحاب الحالات الخاصة، قرارات فصل تعسفية بدعوى أنهم حالات مرضية وليست لديهم إعاقات، منهم المعلمة سائدة أبو صبحة من يطا، والمعلم عماد أبو عواد من بلدة السموع جنوب الخليل.