18.88°القدس
18.57°رام الله
17.75°الخليل
24.32°غزة
18.88° القدس
رام الله18.57°
الخليل17.75°
غزة24.32°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: أسير قسامي يروي كرامات تخللت الإضراب

روت شقيقة أسير قسامي نقلا عن شقيقها تجربة إضرابه، وما رافقها من كرامات ربانية زادت من الصبر والسلوان عليهم خلال فترة الإضراب التي امتدت لأكثر من 28 يوما . وتقول شقيقة الأسير القسامي بلال البرغوثي المحكم بالسجن 16 عاما على خلفية مشاركته في تجهيز وتجنيد استشهاديين، أنها تنقل ما تحدث به بلال خلال زيارتها لسجن "ريمون" يوم الخميس الماضي (17-5-2012) ، حيث كانت الزيارة الأولى عقب فك الإضراب . وتروى سوسن وهي أصغر شقيقات بلال :"رغم المشقة والتعب والإعياء، إلا أن حرارة الشوق للقاء كانت تخفف عن أهالي الأسرى التعب وتبرد على القلب وترفه عن النفس، دخلنا قاعة الانتظار والعيون شاخصة مبصرة ودقات القلب خفاقة مضطربة،ليطل أسرانا من خلف الزجاج اللعين، ليسجدوا سجدة شكرٍ لله رب العالمين ناصر المستضعفين، لله الحمد بلال وإخوانه بألف خير كأن شيئاً لم يكن، ألم تكونوا مضربين ؟". وتضيف :"بنشوة المنتصر وابتسامة انستني كل الأسئلة التي كنت قد جهزتها لسؤال بلال؟ ليبدأ الأسير بلال يروي حكاية الإضراب من البداية إلى النهاية، فماذا حدث معه طوال تلك المدة وهو أسير مصاب من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية وبكلية واحدة، طالبه الأسرى بأن لا يضرب نظراً لوضعه الصحي ، إلا أنه رفض بشدة وأصرّ المشاركة فكان أول المضربين ". يقول بلال:"الحمد لله رب العالمين قهرنا المحتل، بعون الله وتوفيقه وكرمه، بالعزيمة والإرادة الصلبة، والتسلح بالحكمة والإدارة الحكيمة، فكانت الأيام الأولى من الإضراب صعبة وشاقة، حرارة الجو مرتفعة، ورطوبة عالية تذيب الجسد، وتشقق الشفاه، ودوار وصداع وفقدان للإتزان، وغيرها من الأوجاع والآلام". ويستذكر :" في اليوم الحادي عشر من المعركة، حمي الوطيس شعرتُ بأن الشهادة باتت قاب قوسين أو أدنى، جهزت نفسي للقاء ربي ، موصياً إخواني بجملة من الوصايا،نظرتُ إلى الغرفة التي عشت فيها ذكريات الأسر مع الخلّان والأحبة طوال عشر أعوام. بدأت معدتي تغلي وتفرز حموضة حارقة تحرق مجرى المريء، وبدأت رائحة نتنة كريهة تخرج من جوفي تنفر من حولي، وبعد منتصف الليل زاد الإلحاح بالدعاء بأن يكرمني الله الشهادة وأن أكون أول شهداء المعركة، زاد الألم وعادت بي الذكريات رأيت أمي وأبي أخواني وأخواتي وكأني مودعٌ راحلٌ عن هذه الدنيا، نظرت إلى البرُش مكان النوم وتابوتي المؤقت، حاولت أن أشبع بصري من إخواني في الغرفة ولم أستطع فهم الأحبة ورفاق الدرب. وبعد صراع مع النفس-وهنا أقسم الأسير بلال لشقيقته-، أن تلك الليلة كانت أصعب ليلة له في الإضراب، ليتابع قوله:" كان الجو حاراً نظراً لمصادرة قوات الناخشون والمتسادا للمراوح وكافة حاجيات الأسرى وذلك في اليوم الأول من الإضراب، لزيادة الضغط على الأسرى لإنهاء المعركة، حدث أن هبت نسمة رطبت الأجواء أثلجت الصدر، أنعشت القلب، زهزهت عن النفس، لأشعر بعدها وكأن ممرضاً قام بحقني إبرة مخدرٍ جعلتني أغرق في عالم النوم، وخلال نومي شعرت بأنني في حقل للخيار، وأكلتُ من ثماره خيارتين، لأصحو من النوم على آذان الفجر-مقسماً من جديد-،بأن الحموضة قد اختفت وتعطر الفم برائحة عطرة، والجوع والعطش انتهى تماماً ولم أشعر بعدها بالجوع حتى نهاية الإضراب وذلك بفضلٍ من الله وكرمه بحبتين خيار الإضراب انهار، وتجددت العزيمة وواصلت المشوار". صليتُ الفجر مبتسماً شاكراً حامداً لله،على هذه الكرامات الربانية، وازدادت إيمانياتي وثقتني بأن النصر في طريقه إلينا،ووسط هذه الفرحة، اقتحمت قوة صهيونية غرفتنا، يرافقها ضابط كبير وكلهم صغار أنذال، دخلوا علينا الغرفة وعلامات الاستغراب على وجوههم القذرة، ليقول أحدهم الجو بارد ولطيف رغم أننا صادرنا المراوح منذ اليوم الأول للإضراب، ليردّ عليه الضابط بكل غيظ :"هؤلاء البشر الله معهم كيف بدنا نحاربهم، ثم طرق الباب خائباً ذليلا". علامات الدهشة بدت واضحة على وجه سوسن، وانسالت الدموع من مآق العين لفرحة هذه الكرامة، تريد سماع المزيد، إلا أن الوقت مرَّ سريعاً كلمح البصر، لتعلن عقارب الساعة نهاية ال45 دقيقة مدة الزيارة، وتنقطع حرارة هاتف وسيلة الاتصال بين سوسن وبلال، وبالإشارة والتلميح يخبرها بلال بأن الزيارة القادمة سيكمل الحكاية.