في مصر وبعد الهزيمة دخل الفن الى ساحة المعركة وقدمت ام كلثوم وحليم وشادية وعبد الوهاب والاطرش وغيرهم أغاني حماسية أعادت للجماهير ثقة بالنصر وبالنفس، فمن ياحبيبتي يا مصر الى ام البطل وغير ذلك الكثير؛ مما رسخ وطنية اكثر وحبا اكبر للمقاومة والتحرير.
وهنا في الأردن عمد وصفي التل الى استنهاض الهمم عبر الاذاعة وكان يشرف على مشاريع الاغاني الوطنية، وقد افلح مع سلوى وعبدة موسى والنمري وغيرهم من الرواد، وكان منها دبابات الجنزير وأردن اليوم وسلم سلامي وشوبان وغير ذلك كثير ايضا، وفي سورية ذات الحال والاشهر فيها سوريا يا حبيبتي، والحال ينطبق على كل الدول والقصة برمتها عالمية وأشهرها ما قدمه الروس مثل كاتيوشيا وغيرها، وملخص القول ان الغناء يمكن ان يكون سلاحا ايضا إن احسن استخدامه كرصاص.
أمس كانت فلسطين حاضرة بقوة عبر اغاني الطرب والوطنية وذات الامر كان قبل عام عبر برنامج نجم العرب، لكنه حضور سلمي رغم انه لا يقل تأثيرا عن الغاندية، والفرق بالمعنى السياسي التحرري الذي كسبته الهند في المحصلة، وغيابه فلسطينيا كونه اجتهادا فرديا أضعفه السياسي المتمثل بعباس الذي اراده طربا اكثر من استغلاله لاعادة الحياة للقضية، ولو انه فعل لحقق أمرا ما، لكنه انحاز للفن وليس للثورة في مجمل اهتمامه، علما ان الحاجة تتحدث عن المقاومة وليس الرقص على الجراح.
حلقة نهاية الموسم الرابع لنجم العرب أتت سياسية تماما، ودخل على خطها كل فلسطين وما يجري بها عبر البث من مجد الكروم وبيت لحم مباشرة، وكذلك من جدة السعودية بديلا للجماهير اليمنية، وقد بكى المتسابق اليمني على وطنه، وفرحة بيت لحم كانت ايضا بطعم البكاء للفائز الذي حصل اخيرا على جواز سفر مطرب نجم وليس هوية فلسطينية من دولة مستقلة تمثله.
برغم العجر والبجر وكل خساسة السياسي المتملق فانه ينبغي الاعتراف ان مشاركة الشباب الفلسطيني ببرنامج فني غنائي حققت مكاسب لقضية الشعب الفلسطيني، ليس اقلها انها ذكرت الشعوب العربية الغافلة في سبات عميق ان هناك امرا يخصهم جميعا اسمه فلسطين عربية وليست يهودية أبدا.
