بعد تراجع حاد في أعداد السائحين الألمان الزائرين لـمصر وتونس خلال العام الماضي، توقعت وكالات السفر الألمانية المشاركة ببورصة برلين السياحية الدولية تعافيا "حذرا وتدريجيا" للسياحة في البلدين.
ولم تسهم تأكيدات مسؤولين من وزارتي السياحة والطيران المصريتين لممثلي شركات السياحة الألمانية والعالمية، أثناء مشاركتهم ببورصة برلين، بتحسن الأوضاع الأمنية بالمطارات المصرية، في جذب أعداد كبيرة من زائري البورصة الذين تجنبوا الجناح المصري فيها، وهو ما عكس استمرار مخاوفهم من السفر لمصر بسبب مخاوف أمنية.
وبموازاة قلة الإقبال على الجناح المصري خاصة يومي السبت والأحد المخصصين للجمهور، ألقى الغموض المحيط بقرار الحكومة المصرية رفع سعر تأشيرة دخول الأجانب للبلاد من 25 إلى 60 دولارا بظلال سلبية على الحجوزات السياحية لموسم هذا الصيف بمصر في البورصة.
ضربة مضرة
وانتقد رئيس اتحاد السفر الألماني نوربرت فيبيغ وخبراء سياحة ألمان هذا القرار، معتبرين أنه مثل ضربة غير مفهمومة لمساعي تنشيط السياحة المصرية، وحذروا القاهرة من تداعياته مطالبين بإعادة النظر فيه.
ورغم استمرار تحذير وزارة الخارجية الألمانية مواطني بلادها الراغبين بالسفر لمصر من الأخطار المتزايدة للهجمات الإرهابية وخطر الاختطاف، أعلن عدد من شركات السياحة الألمانية خلال بورصة برلين أن السياحة في مصر تتعافي بحذر.
وأشار المتحدث باسم اتحاد السفر الألماني إلى أن الحجوزات الألمانية بمصر ارتفعت في يناير/كانون الثاني الماضي بنسبة تناهز 90% مقارنة بهذا الشهر عام 2016.
وأشار تورستن شيفر إلى أن أهم أهداف الألمان بمصر هو السياحة الشاطئية بالبحر الأحمر، معتبرا أن عودة إقبالهم على المقاصد السياحية التقليدية بالجيزة والقاهرة والأقصر وأسوان والسياحة النيلية محتمل.
تراجع
وتجلب السياحة لمصر نحو 12% من دخلها القومي وتوفر 25% من فرص العمل في البلد الذي زاره عام 2010 نحو 15 مليون سائح، 1% منهم من الألمان الذين ما زالوا يحتفظون بهذه النسبة حتى الآن.
وتراجعت أعداد السائحين بمصر عام 2015 إلى 10 ملايين سائح، ووصلت هذه الأعداد عام 2016 إلى ما يناهز 5 ملايين بسبب ما مرت به البلاد من اضطرابات أمنية.
ويمثل الألمان الشريحة الأكثر ثراء من بين زائري مصر، وتراجعت أعدادهم العام الماضي بشكل حاد بتأثير حادثي تفجير طائرة ركاب روسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وتحطم طائرة لـمصر للطيران في الشهر التالي خلال رحلة عودتها من باريس للقاهرة، في حادث ما زال يكتنفه الغموض.
تحسن بتونس
وعلى صعيد ذي صلة، عبر المدير العام المساعد لوزارة السياحة التونسية ناجي بن عثمان عن تفاؤله بتعافي السياحة ببلده خلال العام الجاري.
وفي مؤتمر صحفي ببورصة برلين، أرجع بن عثمان هذا التفاؤل إلى زيادة عدد السائحين القادمين لتونس بنسبة 19% في يناير/كانون الثاني الماضي و38% في فبراير/شباط المنصرم، مقارنة بمعدلات هذين الشهرين عام 2016.
في السياق، قدمت ثلاث شركات سياحة ألمانية كبرى هي "توماس كوك" و"نيكرمان" و"ألتورز" توقعات تراوحت بين التعافي التدريجي والازدهار للسياحة التونسية هذا الصيف، لكن شركة "دير تورستيك" كانت لها توقعات متحفظة، وهو نفس ما ذهب إليه اتحاد السفر الألماني.
وقال المتحدث باسم الاتحاد شيفر للجزيرة نت إن التحسن بالإقبال السياحي على تونس مؤخرا طفيف ولا يمكن القياس عليه بتقدير تحسن عام للعام 2017.
ولفت شيفر إلى أن حادث إطلاق شخص الرصاص على مصطافين بمنتجع سوسة التونسي عام 2015 كان له وقع مروع وخلق صورة يحتاج السائحون الألمان إلى وقت لنسيانها.