أعلنت مصادر مصرية أن الرئيس المخلوع حسني مبارك غادر شرم الشيخ متوجها إلى القاهرة للمثول أمام المحكمة . وكانت الطائرة التي من المقرر أن تنقل مبارك إلى القاهرة لمحاكمته هناك الأربعاء هبطت في مدينة شرم الشيخ على البحر الأحمر. و ستجري محاكمته في أكاديمية الشرطة لاسباب أمنية بتهم الفساد وقتل المتظاهرين أثناء الانتفاضة الشعبية التي أطاحت به في فبراير/شباط الماضي، وفي حال تمت إدانته بالتهم الموجهة إليه قد يواجه مبارك حكما بالإعدام. وسيحاكم مبارك في الوقت عينه مع ابنيه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة مسؤولين أمنيين، وسيحاكم رجل الأعمال حسين سالم -المقرب من مبارك- غيابيا. وهؤلاء جميعا متهمون باختلاس ملايين الدولارات من المال العام وبإصدار أوامر بقتل المتظاهرين المعارضين للنظام أثناء الانتفاضة الشعبية بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين والتي أدت إلى سقوط نحو 850 قتيلا وانتهت بالإطاحة بمبارك. وسينتشر أكثر من ألف شرطي وجندي لتأمين الأمن في المبنى. وتم السماح لنحو 600 شخص -محامين وعائلات ضحايا وصحفيين- بحضور المحاكمة. ووقعت، مساء الثلاثاء أمام مستشفى شرم الشيخ الدولي مقر مبارك، اشتباكات عنيفة بين مجموعة من بدو جنوب سيناء وأعداد من العمال المنتمين لمحافظات جنوب مصر (الصعيد) استخدمت فيها الأعيرة النارية وأسفرت عن خمسة جرحى. وأفاد اللواء محمد نجيب مدير أمن جنوب سيناء أن الاشتباكات التي وقعت لا علاقة لها بالرئيس المخلوع. من جانبها دعت منظمة العفو الدولية أمس الثلاثاء إلى محاكمة "نزيهة وشفافة" لمبارك. وجاء في بيان للمنظمة أن هذه المحاكمة تمثل فرصة تاريخية لمصر لمحاسبة الرئيس السابق وحاشيته المقربة على الجرائم التي ارتكبت أثناء فترة حكمه للبلاد. وأضافت المنظمة غير الحكومية "لكي تكون هذه المحاكمة ذات مغزى في كسر سجل مصر في الإفلات من العقاب، فإنها يجب أن تكون نزيهة وشفافة، ويجب ألا تكون هذه المحاكمة عادلة فقط، بل يجب أن يتم النظر إليها على أنها عادلة وبالدرجة الأولى من جانب أسر الضحايا الذين لقوا مصرعهم أثناء الاحتجاجات". ويعالج مبارك في مستشفى شرم الشيخ من مشاكل في القلب. ورغم التأكيدات الرسمية، يشكك الكثير من المصريين بمثول مبارك أمام المحكمة في قفص الاتهام. ويتهم بعضهم العسكريين الذين يتولون الحكم منذ استقالة مبارك بالسعي إلى تجنيبه المحاكمة. ويؤكد وزير الصحة أن حالة مبارك الصحية تسمح له بالمثول أمام المحكمة، فيما يصف أطباؤه حالته بأنها "مستقرة نسبيا". وخلال أسابيع عدة، بدا أن الرئيس السابق سيحاكم في شرم الشيخ، إلى أن أعلنت وزارة العدل الأسبوع الماضي أنه سينقل إلى القاهرة. وسيؤكد فريد الديب محامي مبارك أن موكله مريض لدرجة لا تسمح بمحاكمته وأنه لم يأمر بقتل المتظاهرين. وأكد الديب أن مبارك يعاني من السرطان ودخل قبل أيام في غيبوبة، وهو ما نفته المستشفى. من جهته قرر "ائتلاف شباب الثورة" نصب شاشة عرض كبيرة أمام مكتب النائب العام بدار القضاء العالي الأربعاء لمشاهدة المحاكمة العلنية للمتهم محمد حسني مبارك الرئيس المصري المخلوع في تمام الساعة التاسعة صباحا، ووجه الائتلاف الدعوة للشعب المصري لحضور المحاكمة أمام دار القضاء العالي.