24.99°القدس
24.69°رام الله
23.86°الخليل
26.98°غزة
24.99° القدس
رام الله24.69°
الخليل23.86°
غزة26.98°
الإثنين 30 سبتمبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.73دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.73

خُيوطُ العنكبُوت

خُيوطُ العنكبُوت
خُيوطُ العنكبُوت
زينب علي

ما السبب الذي جعل بيوتنا عرضة للهدم والخراب ؟ وهل الأسر في مجتمعنا مؤهلة للبناء ما دامت تهدم من الداخل ؟!!  الرجل إلى أين ؟؟ والمرأة والأولاد إلى أين ؟؟ دروب كثيرة متشابكة ، و مسائل عالقة ،  عقول معلقة على أحمال ثقيلة ، قلوب منهكة   بالضنك و الضعف البشري ، جسم الأسرة ينهشه التفكك و الخيوط الواهنة التي لا تربط عرى العلاقات كما يجب .

ارتفعت نسبة الطلاق في مجتمعنا بشكل مهول ، أصبحت بيوتنا بين فكي التفكك والمشاكل الكثيرة ، والمتهم في ذلك اثنان لهما مساعدون كثر .

المتهم الأول هو الفقر و الضيق المادي الذي عم وطم ، الاقتصاد المتدهور ، الحصار و محاربة الناس في أرزاقهم ، في قفص كبير يعيش الكل في غزة ، لا يخرج منها  إلا من سمح له صاحب السوط بالخروج وبشق الأنفس ، الحال تضيق والوضع يسير نحو الانفجار ، وأول ما انفجر هو العرى الوثيقة التي تربط الأسر وتحافظ على تماسكها ، أصبح الرجل المسؤول عن الأسرة يشعر بالعجز أمام مسؤولياته مما انعكس على علاقته بزوجته وأولاده وأقربائه ، دخل الشيطان من أوسع الأبواب ، باب الفقر الواسع جعله يصول ويجول بين الأزواج ليخرب الأسر وينقضها على أصحابها .

ربما نلتمس العذر للرجل ولكن في ديننا ذلك ليس مبررا لاهانة المرأة وجعلها كبش الفداء الذي يفرغ فيه شحناته السالبة لتتحمل بذلك الفقر و سوء الخلق .

المفترض أن يستعين الجميع بالله مقسم الأرزاق ، وفي النهاية هذا ابتلاء من الله لنعود إلى الله ونجأر إليه أن يرفع عنا بلاءه ويفتح علينا أبواب الرحمة والرزق .

أما المتهم الثاني في هدم البيوت فهو التكنولوجيا ، ذلك المجرم الخفي الذي يتصدر كل جريمة ، كل قضية ، مجرم بوجهين ، نرى منه وجه البراءة وفي الجنب الآخر يكمن الاجرام ، كم من بيت هدمت عراه بسبب علاقة على الفيس ، يعيش فيها الرجل بطلا في فيلم غرام ، ويحسب نفسه فارسا سيحمل حبيبته على حصان أبيض ويدخل عالم افتراضي كاذب ويبتعد كثيرا عن واقعه الذي يمتليء بمشاكله ، ويرمي نفسه سحيقا في بئر الهروب الذي يحاصره بالخراب ، يكسب دورا تمثيليا في فيلم من صناعته مقابل أن يخسر واقعه ، وحينها تولول الزوجة ثكلى على استقرار مات في حياتها و ينطلق الأولاد في عالم التشرذم الذي فرض عليهم ، وهكذا تنتشر هذه الحالة في معظم بيوتنا للأسف .

والكلام ينطبق على بعض الزوجات اللاتي تحاول ان تهرب من جمود مشاعر زوجها وجبروته لتبحث عن الحب بين طيات التكنولوجيا ، في العالم الأزرق كل شيء يحدث ،  والشباب غير القادرين على الزواج يبحثون عن مبتغاهم فيما تتيحه التكنولوجيا لهم ، أصبحت لهم ك بار ينسون فيه همومهم ويدفنون أحزانهم ويغرقون  في أحضانها ، والأطفال لم يسلموا من شرها أيضا ، تحصيل العلم والنجاح في الدراسة أصبح آخر همهم ، لم تترك لهم التكنولوجيا مجالا كي يغرموا بغيرها ويتعلموا من الحياة ، الكل يقضي وقته على تلك الأجهزة اللعينة لدرجة أن باتت العلاقات باهتة ، والمشاعر علتها صفرة الموتى .

كل ذلك أثر كثيرا على العلاقات الأسرية ؛فكادت أن تكون كخيوط عنكبوت أو بالأحرى آلت إلى الضعف والتفكك ونسب الطلاق في المحاكم تؤكد على ذلك .

حال مؤسف يحتاج منا وقفة كبيرة ، يحتاج لهبة العلماء والمثقفين ، يجب أن تلاقي استغاثة الأسر نخوة  المعتصم  كي نحافظ على تماسك المجتمع لأن الأسرة هي لبنة بنائه ؛ لذا يجب أن تكون قوية خلاقة .

الوطن بحاجة لنا فلا نخذله بضعفنا وتفككنا ...