28.27°القدس
27.94°رام الله
29.42°الخليل
30.88°غزة
28.27° القدس
رام الله27.94°
الخليل29.42°
غزة30.88°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

كاتم صوت

38
38
وسام عفيفة

جريمة اغتيال الشهيد مازن فقها في غزة على قسوتها ليست عملية سوبر بالنسبة للاحتلال بالنظر لقدراته اللامحدودة وخبراته وتجاربه التراكمية عبر مئات السنين.

فقد بدأت الحكاية، قبل 3500 عام عندما سمح ملك فارس "كورش" لليهود بدخول البلاط الملكي، ومن ثم أهدوه شابة حسناء هي استر لتعمل خادمة في القصر الملكي، لكنها فتنته بسحرها وجمالها، وتزوجته، فتمكنت من أن تنتزع منه وعداً فاق وعد بلفور قوة، جاء فيه:"يأمر ملك الملوك كورش بعودة اليهود إلى فلسطين"

استر كانت بمثابة خلية أمنية نائمة في سرير الملك أحبطت أيضًا أمرأ ملكيًا بذبح جميع اليهود في الإمبراطورية الفارسية، بإيعاز من هامان كبير وزرائه، والغريب أن هذه الحادثة تحولت لاحقًا عيدًا سنويًا لدى اليهود هو المساخر أو "البوريم".

وبالانتقال إلى الثلاثينات من القرن الماضي، حيث كانت بداية ظهور وحدات "المستعربين"، عندما شكلت عصابة "الهاجاناه" الصهيونية وحدة للقيام بمهام استخباراتية، وتنفيذ عمليات تصفية جسدية، وتشريد للأسر الفلسطينية.

واستمر الاعتماد على وحدات المستعربين وصولًا إلى شمشون ودوفدفان، التي نشطت بشكل كبير خلال الانتفاضات في الأراضي الفلسطيني المحتلة.

لا يوجد شعب في العالم واقع تحت المجهر والمراقبة والبحث والدراسة بقدر الفلسطينيين، والغزيين تحديدًا، حيث لم يبق جهاز استخبارات عربي أو دولي أو مركز للتفكير والأبحاث، إلا وجند مندوبين له عبر مؤسسات أو تحت أغطية مختلفة ابتداء من الصحفيين وصولًا إلى مؤسسات وشخصيات حقوقية وإغاثية وبحثية وتنموية وأممية.

وفي هذه البيئة يناطح العقل الأمني الفلسطيني المخرز الاستخباراتي الاحتلالي، وقد حقق نجاحات كبيرة كما كانت دائمًا هناك إخفاقات.

إذا هذه هي البيئة الأمنية الغزية تحت كاتم الصوت، واقتبس هنا توصيفًا سابقًا من الصوت العالي نشر في مايو 2015:

 الكل مرُّوا من هُنا، غزة تقبلُ من أتاها زائرًا أو ممولًا

امرر بها وأقرأ على لوحات مؤسساتها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ

فيها الجواسيس، واللصوص، والمخبرون، والمندوبون، والحقوقيون، والباحثون، والمتضامنون، والتجار، والفجار.

غزة باتت مرتع كلّ من وطئَ الثَّرى، نابشًا ومخربشًا، وعلى عينك يا تاجر

مع الاعتذار للشاعر تميم برغوثي.