19.19°القدس
19.02°رام الله
18.3°الخليل
24.65°غزة
19.19° القدس
رام الله19.02°
الخليل18.3°
غزة24.65°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

لماذا..غـــــزة ؟؟

ناهض الوشاح
ناهض الوشاح
ناهض الوشاح

لا أبحث عن إجابة لسؤال عالق بين شعوب تموت بالمجان وبين بشاعة تملأ المدن لا أنتظر شهداء سيعودون في مكان آخر .. ولا أبحث عن امرأة تركت كل الأرض حتى جاءها المخاض واستقرت في غزة .. أصغر المدن .. أكبر القلوب ... أبعد الخطوات ... أقرب الأحلام .. أوسع الأمل .. أضيق العمر .. مسقط الجسد وارتقاء الروح .

قالت ربي إني وضعته ذكرا .. وإني أسميته يحيى ليحيا.

وها هو يحيا بهوية أنه لا يشبه شخصا آخر ... فهو غزّاوي ... تلك الكلمة التي أصبحت في أذهان الكثيرين مرادفة لكلمة ... بربري ، لا أصل له ، وضيع ، وقح ،لا رقم وطني يحمله في بلد عربي .

قاوم .. قالت له من أنجبته وهي تلملم سجادة صلاتها فالجحيم ليس لغزة وشعبها الجحيم لمن لا يعرف غزة وعزة أبنائها. لا تصغي يا ولدي للذين يحترفون الصراخ على منصات الاجتماعات السياسية فهم ضحايا يصبحون جلادينا عند الطلب .

هل هناك فرق بين فلسطين وغزة ؟؟

من يصفعني بإجابة أستفيق بعدها على تحرش عيون الآخرين وهي تهز رأسها بقرف لمجرد أنك تسأله عن عمل...في البداية يبتسم لك ، يراك بكامل أناقتك وشهادتك، يعجبه حضورك ونوع عطرك، يمدح سعة اطلاعك وبراعتك في تحليل الأمور، تجتاز المقابلة بجدارة.. يطلب منك هويتك لاستلام وظيفتك بأسرع وقت... تحاول التمهل تفتش في زوايا فمك عن كلمة تبقيك معلقا بين أرض لا تعرفك وسماء تبعثرك ... فلا تجد سبيلا إلا في المحاولة، تروي له الحكاية من النهاية، أنا من فلسطين. سفري لم يكن اختياريا... مجبرا أخاك لا قاتل .

يرتجف القلم بين أصابعه ، وينطفئ الوهج في شفتيه .. ويفض بكارة الوقت بكلمات مشبعة بالشفقة .. يعني إنت غزّاوي ؟

يُشير لك نحو الباب ... لأنه اقرب الطرق لكلمة انصرف .

لماذا غزة ؟

هل لأنها تعكر صفو مزاج الصهاينة ومزاج العرب ... هل لأنها تنتصر وأنتم تهزمون ... هل لأنها تختطف اليهود وتحارب تحت الأرض وتجبرهم على التراجع والخوف من الدخول في عمقها .

لماذا تخافون مني ومن يحيا وشعبي الذي أعطاكم .. الفنان والرسام والشاعر والكاتب والمعلم والتلميذ والقارئ والمهندس والطبيب والعالم والمخترع .. والشهيد والفقيه !

ماذا أخذت منكم غزة ؟

شرّعوا أفواهكم .. لتكن لديكم الشجاعة وتجيبوني ... هل فلسطين خارطة وغزة مذبحة ..

شعبها منبوذ ... حتى صار أحجية الأمم ، لا يُزوّج ، لا يُملّك ،لا يُوظّف ، إذا إرفعو أكفكم إلى السماء كي يستجيب الله لأمنية عجوز صهيونية ..تمنت قبل موتها أن يبتلع البحر غزة .

يعيش يحيى وهو يقول ربي إني وهن العظم مني واشتعل القلب ضيقا !.