26.67°القدس
25.79°رام الله
25.53°الخليل
28.32°غزة
26.67° القدس
رام الله25.79°
الخليل25.53°
غزة28.32°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: رفيق العياش يعاني الأمرين في سجون ذوي القربى‎

اعتاد أطفال القيادي فتحي الحايك وزوجته على غيابه الطويل في سجون الاحتلال، لكن اعتقاله هذه المرة في سجون السلطة ازداد ألماً، وهو ما تزامن مع غياب جدهم الحاج عبد الغني كنعان "60 عاماً" في ذات السجون. وتعرف بلدة زيتا جماعين جيداً الحاج كنعان وصهره "أبو مجاهد" الذي خاض مرحلة نضالٍ طويلةٍ في مواجهة الاحتلال، قبل أن ينتخبه أهل البلدة لرئاسة المجلس البلدي في العام 2005. وفيما يشعر أهالي البلدة جميعاً بغياب الرجلين عنها، تبقى أم مجاهد أكثر المتضررين من اعتقال الزوج والأب لدى جهاز "الأمن الوقائي"، فيما يقبع شقيقها رائد كنعان في السجون الصهيونية منذ العام 2003 وهو محكومٌ بالسجن لـ 19 عاماً بتهمة مقاومة الاحتلال. [title]قائد نادر[/title] ولا تغيب صورة الأسير السياسي في سجون أجهزة السلطة فتحي الحايك عن عيون أطفاله الخمسة الذين لا ينفكون ينظرون فيها وهي تحمل النظرة الهادئة وتشي بما يحمل من فكر رزين وثقافة واسعة. تربى فتحي الحايك "أبو مجاهد" يتيماً بعد أن فقد والده أيام طفولته، فكانت الأم هي الحضن والملجأ والأب، ربته وأشقاءه على معاني الصبر والفداء فكان من المتفوقين في دراسته، التي أتمها في جامعة بيرزيت. انخرط الحايك في مقاومة الاحتلال بسن مبكر في قريته زيتا جماعين بسلفيت وسط الضفة الغربية، وكان من فرسان الانتفاضة الأولى فساهم على تنظيم صفوف الشباب لمقاومة المحتل. اعتقلته سلطات الاحتلال مراتٍ عدةً بسبب مشاركته بفعاليات الانتفاضة، وخرج من سجنه ليلتحق بجامعة بيرزيت، فكان من قادة العمل النقابي والطلابي، وكان الإسم الأكثر شهرة بين جموع الطلاب وهناك التقى برفيق دربه المهندس يحيى عياش فكان له السند والمأوى. وتحفل ذاكرة المقاومة بقصص البطولة بين "الأخوين" عياش والحايك الذي وفر لرفيق دربه الملجأ والمأوى، وكان حريصاً على سلامته أكثر من حرصه على نفسه. [title]رحلة الاعتقالات[/title] وعلى خلفية دوره الفاعل في توفير الحماية والنفقات للشهيد عياش، اعتقل أبو مجاهد في سجون الاحتلال، وخاض فتره تحقيق قاسية، شارف خلالها على الموت مرات ومرات لم ينطق ببنت شفه عن رفيق دربه، وحكم فترتها بالسجن خمسة أعوام استشهد خلالها المهندس عياش، فبكاه فتحي بحرقة وألم شديدين. ودارت الأيام وتغيرت الدنيا ولم يتغير فتحي الحايك، ولم تنتزع سنوات السجن الطويلة من قلبه حب فلسطين، وفي مقابل ذلك كانت أيضاً فلسطين له وفية وكان أهالي قريته له محبين حينما انتخبوه رئيسا لمجلسهم القروي. تفانى أبو مجاهد في خدمة أهالي بلدته وسعى بكل الوسائل والطرق ليرد الجميل لهم عن طريق توفير أفضل الخدمات، ولكن الاحتلال كان له بالمرصاد فاعتقل ضمن حملة كبيرة طالت رؤساء المجالس المنتخبين وتم تحويله للاعتقال الإداري في 22/11/2006. بقي أبو مجاهد في سجنه مدة 38 شهراً متواصلةً صار فيها عميد الأسرى الإداريين، ورزق خلالها بطفلة لم يتمكن من رؤيتها حتى أفرج عنه في نهاية كانون ثاني من عام 2010. [title]إلى سجون السلطة[/title] لم يكد أبو مجاهد يغلق ملف حساباته مع سجون الاحتلال حتى فتح له القدر حساباً جديداً وهذه المرة مع أجهزة أمن السلطة التي استدعته لمقراتها عدة مراتٍ واحتجزته في بعضها لفتراتٍ طويلةٍ منذ الإفراج عنه. وفيما عانى أطفاله من غيابه الطويل تبدو أيام الاعتقال الأطول الذي لا زال يخضع له أبو مجاهد مع والد زوجته الحاج عبد الغني كنعان "60 عاماً" في سجون جهاز الأمن الوقائي في سلفيت منذ نهاية شهر نيسان الماضي الأشد وطأةً وأكثر إرهاقاً. ولا تدري "أم مجاهد" زوجة الأسير فتحي كيف توزع همومها بين الأب والزوج القابعين في سجون ذوي القربى أو الشقيق الذي يعد سنواتٍ طويلةً حتى يتم الإفراج عنه، معلقةً الآمال على صحوة ضميرٍ وطنيةٍ تحرر الأب والزوج، وصفقة وفاءٍ جديدةٍ تعيد رائد لأحضان عائلته.