19.19°القدس
19.02°رام الله
18.3°الخليل
24.73°غزة
19.19° القدس
رام الله19.02°
الخليل18.3°
غزة24.73°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

هل ترغب بأن تُصبح جاسوساً؟

أيمن دلول
أيمن دلول
أيمن دلول

قد يكون السؤالُ غريباً ويشكل صدمة لغالبية العرب والفلسطينيين “الأكثر احتكاكاً بالاحتلال الإسرائيلي”، لكنها حالة ورغم استغراب الكثيرين من طرحنا لها، ستجد من يقتنع بها ويسعى لتطبيقها من طرفه، دون التعرض لأية ضغوط من الاحتلال الإسرائيلي للنزول في خندقها، وهو ما اعترف به عدد من الذين أصابهم هذا الورم الذي يتمدد في جسد الأمة العربية.12

هذا الأمر قد يكون بسيطا حين مقارنته مع العديد من القادة والأنظمة العربية التي ربطت مصيرها بمصير هذا الكيان، بل وقدمت له خدمات جليلة أطالت من عمره على تراب فلسطين الطاهر، حتى أنها قامت بتطبيق خطط نيابة عن ذلك الكيان لا يجرؤ هو ذاته على تطبيقها.

بالمختصر، فغالبية الذين سقطوا في مستنقع العمالة وتحولوا إلى جواسيس يعملون لصالح الاحتلال الإسرائيلي تعرضوا لوسائل وأساليب يعمل عليها ذلك الكيان على مدار الساعة ويجند لها المال والكوادر المدربة.

بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005م والابتعاد عن الاحتكاك المباشر لقوات الاحتلال مع مواطني قطاع غزة، انخفضت وسائل تجنيد العملاء إلى صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فكان لا بُد من البحث عن وسائل جديدة للتجنيد، وذلك لقناعة الكيان الإسرائيلي بالدور المهم الذي قد يلعبه هؤلاء الأشخاص في إنجاز مهماته وخططه في تواصل احتلال فلسطين والاستيلاء على مقدراتها. ولتتضح آليات تجنيد العملاء يمكن ذكر بعض الوسائل التالية:

1- تلعب قوات الاحتلال الإسرائيلي في تعاملها مع مواطني قطاع غزة من خلال الضغط عليهم في الحاجات الأساسية للمواطن، كالحاجة إلى العلاج والسفر، ففي ظل إغلاق معابر قطاع غزة وإبقاء نافذة معبر بيت حانون “إيرز” مفتوحة فقط أمام أصحاب تلك الحاجات، تقوم قوات الاحتلال بابتزاز المواطنين من خلال هذه الفتحة الضيقة، فـ” إما العمل في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإما رفض السفر للعلاج!!”.

2- وفي ظل الإقبال الكبير من قبل الشباب الفلسطيني على ساحة الإعلام الأزرق “الفيس بوك وتويتر، وغيرهما من وسائل الإعلام الجديد، فقد استغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه الساحة بشكل كبير لبث سمومها ونسج خيوطها لسحب العديد من ضعاف النفوس للعمل في صفوفها، ومن بين ذلك إطلاق صفحات على تلك المواقع تحت مسميات مختلفة تكون لافتتها “تسهيل سفر المرضى أو أصحاب الحاجات الإنسانية”، بينما الأهداف الأهم لها اسقاط مزيد من الموطنين في مستنقعهم.

3- منح كم كبير من تصاريح الدخول التي تسمح بدخول الآلاف من مواطني قطاع غزة لداخل الكيان الإسرائيلي تحت لافتة “تصريح تجاري”، ومساحة القطاع بمقارنة بسيطة لا تتسع لهذا الكم الكبير من التجار، غير أن خلف هذه المسألة مسائل أخرى، فبواسطة هذه التصاريح بإمكان ضباط مخابرات الاحتلال الالتقاء بمن جندوهم وتدريبهم داخل الكيان على مهامهم القذرة، وإسقاط شريحة جديدة من جهة أخرى، خاصة وأن الكثير من هذه التصاريح يتم إصدارها لفلسطينيين ليسوا تُجارا وأعداد كبيرة منهم من شريحة الشباب العاطلين عن العمل بالأساس.

4- ولعل من الأساليب التي تواصل قوات الاحتلال التركيز عليها تلك التي تتمثل في شريحة الصيادين داخل مياه البحر الأبيض على حدود قطاع غزة الغربية، فلا يمر يوم واحد دون مطاردات للصيادين واختطاف بعضهم، بهدف ابتزازهم للعمل كجواسيس لدى الاحتلال الإسرائيلي، أو تشديد الخناق عليهم بكثرة ملاحقتهم للقبول بهذا الخيار في نهاية الأمر “كما يعتقد ضباط الاحتلال”.

5- أسلوب التفكير المستمر في تحديث بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي استعداداً لأي هجوم عسكري يستهدف قطاع غزة لا يتوقف، وإن كان في الكثير من الأحيان يحمل اللافتات الإنسانية على اختلاف أشكالها، فمن بين تلك الوسائل القيام بافتتاح عشرات المؤسسات الدولية في القطاع تحت لافتات “مؤسسات دراسات أو أبحاث، إغاثة، شباب، تنمية” وغيرها، وهي مؤسسات تكون أهدافها المعلنة إغاثة وتطوير والنهوض بالشعب الفلسطيني، غير أن الهدف القذر يتركز في التحديث الشامل لبيانات ومعلومات الكيان الإسرائيلي عن مواطني هذا القطاع، والتعرف بشكل دوري على نقاط القوة والضعف لديه، ليقوم ببناء خطته اعتماداً عليها.

6- ضخ آلاف شرائح الاتصالات الإسرائيلية للهاتف المحمول في قطاع غزة وبأثمان زهيدة، حيث تتميز هذه الشرائح بإمكانياتها المتطورة والمتقدمة ورخص ثمنها في التواصل مع الجواسيس المنتشرين في الساحة الفلسطينية وما يتمخض عنها من تصوير لمواقع وأهداف مهمة لجيش العدو.

7- ومن الأساليب وليس آخرها، دفع الكثير من الأشخاص الحاملين لجنسيات أوروبية وغيرها لزيارة قطاع غزة تحت عناوين “صحفيين، أو باحثين وغيرها”، والقيام بمهمات تجسسية على أهل قطاع غزة وجمع بيانات ومعلومات عن قُرب، لتحقيق أقصى فائدة ممكنة منها، وبخاصة خلال أوقات أي اعتداءات أو جرائم تنفذها قوات الاحتلال بحق مواطني قطاع غزة.

ما دام الاحتلال الإسرائيلي موجودا على أرض فلسطين فسوف تتواصل أساليبه المشروعة وغير المشروعة في استهداف أهل الأرض الأصليين، في محاولة منه لمنع رفع رأسهم وتأخير دحرهم له من هذه الأرض، وهي معادلة يدركها جيدا، فـ” اللص لا ينعم بالراحة مهما امتلك احتياطات وإمكانيات خاصة بذلك”، والوقائع تقول بأنه كما الإسرائيلي يمتلك عقلاً للمكر والتفكير، فكذلك الفلسطينيون يمتلكون عقولاً مُبدعة قادرة على إزعاجه بأساليبها ومخططاتها.