19.19°القدس
19.02°رام الله
18.3°الخليل
24.65°غزة
19.19° القدس
رام الله19.02°
الخليل18.3°
غزة24.65°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

من المستفيد من تفجير الكنائس؟

بسام ناصر
بسام ناصر
بسام ناصر

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن التفجيرين الذين استهدفا كلا من كنيستي مار جرجس في طنطا، والمرقسية في الإسكندرية صباح الأحد الماضي، بحسب ما أعلنته وكالة أعماق التابعة للتنظيم.

ووفقا لما أعلنه التنظيم فإن «أبا إسحاق المصري» فجّر سترته الناسفة في كنيسة مارجرجس بطنطا، فيما فجر «أبو البراء المصري» سترته الناسفة في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وقال التنظيم إن حصيلة التفجيرين بلغت نحو 50 قتيلا، و 140 جريحا، وصفهم جميعا بـ «الصليبيين المحاربين».

وتوعد التنظيم أقباط مصر ومن أسماهم بـ «المرتدين» بقوله إن «الفاتورة بيننا وبينهم كبيرة جدا»، «وسيدفعونها من دماء أبنائهم أنهارا بإذن الله».

من المؤكد أن التنظيم المتشدد يرى في تفجير الكنائس عملا (جهاديا) عظيما طبقا لأيدلوجيته الدينية الخاصة به، والتي تجيز تلك الأعمال ضد من يعتبرهم «صليبيين محاربين»، في إطار حربه المفتوحة مع العالم كله.

ومن الواضح أن التنظيم يريد أن ينقل معاركه ومواجهته خارج المناطق الجغرافية التي يتواجد فيها في العراق وسوريا، خاصة بعد تلقيه ضربات موجعة في العراق، وخسارته لمساحات واسعة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، وما مني به من خسائر كبيرة بعد معارك الموصل المتواصلة.

وفي هذا السياق تأتي رسائله المتتابعة في تهديد العديد من الدول، فهو قبل أيام أرسل رسالة تهديد قوية جدا إلى الأردن، في إصداره المعنون بـ«أبشروا بما يسؤوكم» الصادرة عن ولاية الفرات، والذي توعد فيه الأردن بعمليات على غرار عملية الكرك العام الماضي، متعمدا إظهار بعض مقاتليه بأسمائهم الحقيقية، الذين ينتسبون إلى عشائر أردنية عريقة.

ما الذي يجنيه التنظيم من الإقدام على تفجير الكنائس؟ وما هي الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها من وراء ذلك؟ من المؤكد أن التنظيم لا يعرف سبيلا لإدارة صراعه مع الأطراف كلها إلا بالقوة العسكرية، والمواجهات الدموية، فهي الحاكمة لتفكيره، والموجهة لأفعاله، فهو لا يقيم اعتبارا لمآلات الأفعال، وما الذي يترتب عليها وينتج عنها، فهو ما دام وضع نفسه في مواجهات مفتوحة مع العالم فليس أمامه إلا القتل والتفجير والأحزمة الناسفة، والعبوات المتفجرة.

وحينما تأتي تفجير الكنائس في هذه الظروف التي يواجه فيها النظام المصري تحديات اقتصادية كبيرة، ويعاني فيها من أزمات ومشاكل ضخمة يقف عاجزا عن حلها، فإن النظام سيسارع إلى استغلال هذه الأحداث لحشد الشارع المصري ضد هذه المخاطر التي باتت تهدد الإنسان المصري في حياته ووجوده، وتشكل خطرا داهما على التعايش الإسلامي المسيحي، وتنذر بإشعال فتيل الحرب الطائفية بين أبناء الطائفتين.

وفي الوقت نفسه ستطلق يد النظام في فرض حالة الطوارئ، كما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن قراره بفرض حالة الطوارئ لمدة 3 شهور، ما يعني اشتداد القبضة الأمنية، وزيادة الإجراءات التعسفية والقمعية في حق المعارضين السياسيين، خاصة معارضي الانقلاب، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان.

إن هذه التفجيرات الهوجاء والعمياء التي تستهدف الكنائس وغيرها، تجعل المطلب الأمني بكل مقتضياته ولوازمه وإجراءاته هو المطلب الذي لا يعلو عليه مطلب آخر، ما يعني الإطاحة بكل المطالب الأخرى (الإصلاح، والحريات، ومحاسبة الفاسدين..)، تحت وقع وتهديد الخطر (الداعشي) الداهم، لا سيما بعد كل ما يقوم به التنظيم من تفجيرات مرعبة، وأعمال مفجعة.

تنظيم لا يعرف إلا القتل والدمار والتفجير، يفجر ويهدد ويتوعد، ما يعني أن الأنظمة لا خيار أمامها إلا الاستعداد لمواجهة مفتوحة بما يفرضها عليها هذا التنظيم من تحديات ومخاطر، ولتسكت كل أصوات الإصلاح، ولتمت مطالب الأحرار تحت وقع تلك التهديدات المحدقة بالجميع.