11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
16.13°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة16.13°
الخميس 25 ديسمبر 2025
4.3جنيه إسترليني
4.49دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.75يورو
3.19دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.3
دينار أردني4.49
جنيه مصري0.07
يورو3.75
دولار أمريكي3.19

بدعوى "المنع الأمني"

تقرير: الاحتلال يحرم مرضى السرطان بغزة من العلاج

معبر بيت حانون
معبر بيت حانون
غزة - فلسطين الآن

يعجز المواطن إبراهيم جودة للمرة الثالثة على التوالي من السفر عبر حاجز "إيرز" شمال قطاع غزة للعلاج من مرض السرطان؛ وذلك رفض السلطات الإسرائيلية له بسبب "المنع الأمني".

وتتفاقم حالة المريض جودة يوماً بعد الآخر؛ لعدم استكمال جرعات العلاج الإشعاعي والذي يحتاجها بشكل اسبوعي للتعافي من سرطان القولون الذي أصابه بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع صيف عام 2014.

وخلال العام الماضي، تقدم مئات المصابين بأمراض السرطان المختلفة بتصاريح سفر لمشافي القدس والضفة الغربية لتلقي العلاج؛ لكن الاحتلال العشرات منهم بسبب "المنع الأمني"، في حين قوبلت نحو 400 طلب بعدم الرد من السلطات الإسرائيلية.

لم أعد اتحمل

وبصرخات ممزوجة بالأمل يقول المريض جودة إنه لم يعد بإمكانه التحمل أكثر من ذلك؛ نظراً لعدم استكماله الجلسات العلاجية في مشفى المطلع بالقدس المحتلة.

ويضيف "الاحتلال يحكم علينا بالإعدام البطيء، ونحن ممنوعين من السفر عبر معبر رفح وحاجز "إيرز"، ولا أحد ينظر إلينا بعين الرأفة".

ويعاني القطاع الصحي في غزة من عجز كبير عن توفير أدنى المستلزمات الطبية للكثير من الأمراض، ويلجأ الأطباء إلى تحويلهم لتلقي العلاج خارج القطاع؛ إلا أن الحواجز التي يتلقاها هؤلاء المرضى غالباً ما تغلق أبوابها في وجوههم، فتكون أكبر من أن يتجاوزوها.

مرض قاتل

ويؤكد رئيس قسم الأورام بمجمع الشفاء الطبي خالد ثابت أن مرض السرطان يعد المسبب الثاني للوفيات في فلسطين بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، موضحا أن علاج هذه الأمراض يحتاج تشخيصاً طبيا غير متوفر في قطاع غزة، حيث يضطر الأطباء لتحويل المريض لتلقي العلاج في الخارج.

والجدير ذكره أن الاحصائيات تشير إلى أن أكثر من 50% من مرضى القطاع ممنوعون من مغادرتها للحصول على العلاج اللازم.

وبحسب إحصائيات رسمية لوزارة الصحة فإن معدل الإصابة بالسرطان في فلسطين بلغ 83.8 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان، بواقع 83.9 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان في قطاع غزة، و83.8 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان في الضفة الغربية.

وبين ثابت أن افتقار وزارة الصحة لخدمات العلاج الإشعاعي بغزة يعتبر تحدياً كبيراً لها، بالإضافة إلى شح الأدوية المطلوبة لعلاج أورام مرضى السرطان.

وأكد أن عيادات الأورام بغزة لا يمكن لها التعامل بشكل يومي مع مرضى القطاع، مضيفاً "هناك ازدحام للمرضى في العلاج الكيميائي؛ مما يضطر 30% من المرضى يتم تحويلهم للعلاج بالخارج في وقت يصعب السفر في ظل الحصار، ليضع المريض نفسه أمام موقف حرج قد يكلفه حياته كاملا".

ولفت ثابت إلى أن شح الإمكانيات تضطر الطواقم تحويل الحالات للعلاج بالخارج، مؤكداً أن النقص في تدريب الكادر الذي يعني بعلاج مرضى السرطان يشكل عقبة كبيرة، على حد تعبيره.

وأوصى بضرورة توفير خدمات علاج اشعاعي بغزة وهو مطلب ملح جدا لكي يتم علاج المرضى بأسرع وقت ممكن، مضيفاً لدينا مرضى ينتظرون 35 يوماً لتلقي العلاج؛ علما أن المريض يجب أن يخضع للعلاج بعد 48 ساعة من تشخيصه".

وأضاف "إن انشاء مركز وطني قومي لعلاج مرضى السرطان بغزة يحل جميع الإشكاليات؛ لأن أي تأخير في علاج الأورام يكون له تداعيات سلبية على حياة المريض".

وأوضح ثابت أن الحصار المستمر لغزة يشكل تداعيات خطيرة على مرضى الأورام؛ لأن لهم خصوصية معينة ويجب علاجهم بتوقيت زمني معين وإن أي تأخير عليهم سيكون له تداعيات سلبية على المريض.

جريمة تعذيب

ويعتبر المحامي في مركز الميزان لحقوق الإنسان سمير المناعمة أن منع الاحتلال لسفر العديد من المرضى والمواطنين عبر حاجز إيرز شمال قطاع غزة هو جريمة تعذيب للمرضى ومخالفة واضحة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

ويستهجن المناعمة استهتار الاحتلال الإسرائيلي ومماطلته للمرضى من الوصول إلى مستشفياتهم دون أبداء أي أسباب واضحة، مشدداً على أن الحق بالسفر والعلاج هو حق بسيط للمواطنين تكفله جميع المواثيق والحقوق الدولية والأعراف

ويطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لرفع الحصار المفروض على غزة والسماح للمرضى بالوصول إلى مستشفياتهم وإدخال المستلزمات الطبية للقطاع، داعياً مجلس حقوق الإنسان لإرسال بعثة تحقيق لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحق المرضى الفلسطينيين.

ويمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال معدات طبية وعلاجية لمشافي قطاع غزة وخاصة المتعلقة بمرضى السرطان بغزة وهو انتهاك ومخالف لحقوق الانسان بحسب اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص بضرورة تجنيب الاحتلال السكان المدنيين عن ويلات النزاع والسماح للمرضى للوصول إلى المستشفيات.