19.44°القدس
19.28°رام الله
18.3°الخليل
24.37°غزة
19.44° القدس
رام الله19.28°
الخليل18.3°
غزة24.37°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

في ذكرى يوم الأسير

عبد العزيز البطش
عبد العزيز البطش
عبد العزيز البطش

أسرانا الأشاوس أيها المجاهدون القابضون على الجمر ، الصابرون على الجراح رغم عمقها ، تمر علينا هذه الذكرى والمحتلون الغاصبون يواصلون غطرستهم وطغيانهم ، وصَلَفهم وغرورهم وعدوانهم ، وابتلاعهم لأرضنا ، وتهويدهم لمقدساتنا ، بل ويواصلون حصارنا وخنقنا ، ظنّاً منهم أنهم قادرون على تركيعنا لغير خالقنا ، ولكن هيهات هيهات أن يتحقق ما يحلمون به لأننا طلاب مجد ، وعشاق شهادة ، ودعاة حق سلاحنا إيماننا بربنا ثم بعدالة قضيتنا .

أسرانا البواسل لن ننساكم فأنتم ساكنون في سويداء قلوبنا وجوانحنا ، كيف ننساكم وأنتم تدافعون عن كرامة الأمة وعزتها وحريتها ؟ كيف ننساكم وأنتم الذين علمتم شعوب العالم كيف يكون الشموخ والإباء ، والبذل والوفاء ، والتضحية والفداء من أجل الدين والوطن والمقدسات  ؟ كيف ننساكم وأنتم عنوان الأمة وشرفها ؟ فجددوا عهدكم مع الله ، جددوا ولاءكم لله ، لأنه لا يُفرّج كربكم إلا الله ، ولا يكشف ضركم الا الله ، ولا يفك أسركم إلا الله ، ولا يكسر قيدكم إلا الله  ، أما سمعتم قول الله جل علاه " أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُون َ "

أسرانا الأبطال اعلموا أن الله معكم ، وناصركم ، ولن يضيعكم ، ولن يتخلى عنكم  ، ولن يتركم أعمالكم  ، فسلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ، سلام عليكم بما صبرتم على ظلام السجن وظلم السجان ، سلام عليكم بما صبرتم على فراق أحبتكم ، على فراق أفلاذ أكبادكم ، وفراق آبائكم وأمهاتكم وزوجاتكم ، كم هي - والله - عظيمة إرادتكم ، قوية شكيمتكم ، صادقة عزيمتكم ، عالية همتكم ، سامية غايتكم ، راسخة عقيدتكم ، ميمونة جهودكم ، مباركة سواعدكم ، فلكم الله يا أبطال فلسطين يا حماة الوطن والدين .

 أسرانا الأفذاذ اعلموا أن قضيتكم قضية إنسانية عادلة وطاهرة طهر ماء السحاب ، كيف لا وأنتم الذين تدافعون عن كرامة الشعب وعزته ومقدراته وأعراضه ؟ فكفاكم فخرا وعزا أنكم ما قبلتم الدنية في دينكم ، وما انحنت هاماتكم إلا لخالقكم فأحسنوا التوكل عليه ، وأكثروا من الاستغفار فهو السلاح البتار ، فبه يفك الحصار ، ويحطم الجدار ، وبه يفك أسركم ، ويفرج كربكم ، فإذا اشتد ظلام السجن عليكم استعينوا بالصبر والصلاة ، واذا آلمكم قيد السجان أكثروا من قول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، وبددو ظلام السجن وظلم السجان باللآلئ الحسان ، بأي القرآن ، وذكر الواحد الديان ، فإنه أنيسكم في وحشتكم و وحدتكم .

أما رسالتنا لذوي الأسرى وآبائهم وأمهاتهم ، نقول لهم : كفاكم فخرا وعزا أن ابناءكم وقعوا في الأسر وهم يذودون عن كرامتنا بل عن كرامة الامة جمعاء وعن إرثها الحضاري ، كفاكم فخراً وعزاً أن أبناءكم رغم القيد ورغم ظلام السجن وظلم السجان ما انكسرت شكيمتهم ، وما لانت عريكتهم ، وما وهنت عزيمتهم ، وما ضعفت همتهم ، كفاكم فخرا وعزا أن أبناءكم هم عنوان الأمة وشرفها ، بل هم التيجان التي يجب أن توضع على رؤوس قادة الأمة وحكامها ، كفاكم فخرا وعزا أن ابناءكم  آثروا ما عند الله على ما سواه من  حطامٍ فانٍ ، وعرضٍ حائل ، وظل زائل ، فوالله لقد ربح بيعهم وربحت تجارتهم لأنها مع الله وسيجدون ثمرتها عند الله يوم يقوم الأشهاد .

 أسرانا الكماة اعلموا أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، و أن مع العسر يسرا ، وعما قريب - بإذن الله – سيبزغ فجركم ، وتشرق شمسكم ، شمس حريتكم ، ويفك حصاركم ، وينكسر قيدكم ، وينقشع ظلامكم ، ومن ظلمكم ، ويرحل ساجنكم ، وستخرجون من هذه القبور ، مرفوعة نواصيكم ، مصونة كرامتكم ،عالية همتكم ، محمودة صنائعكم ، رغم أنف المحتلين الغاصبين ، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصركم وعرسكم ، وسيهتفون بحياتكم ، وحق عليهم بل على الأمة جمعاء أن يضعوا أكاليل على رؤوسكم ، وأوسمة على صدوركم ، وأن يقبلوا هاماتكم  فأبشروا وأملوا ، وثقوا بنصر الله ، وتذكروا قول الله جل في علاه : " ولَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً " وهذه سنة كونية حفظكم ورعاكم وثبت أقدامكم رب البرية .