اكتفت محكمة الاحتلال المركزية في القدس، صباح اليوم الاثنين، بإدانة الشرطيين باروخ بيرتس وآساف يكوتيئلي بالتسبب بـ"الموت عن طريق الإهمال" للشاب الفلسطيني عمر أبو جريبان من قطاع غزة في حزيران/ يونيو 2008. ولم يتم تحديد مدة العقوبة، علما أن أقصى حد لها لا يزيد عن 3 سنوات سجن فعلي. تجدر الإشارة إلى أن أبو جريبان كان قد أصيب في حادث طرق على شارع "6" بعد مطاردة بشبهة قيامه بسرقة مركبة. وكنتيجة للحادث أصيب بنزيف في المخ والتهاب في الرئتين وكسر في الترقوة وكسر في الحوض، إضافة إلى إصابات في الجهاز العصبي. وفي أعقاب الحادث تم تسريره في مستشفى "شيبا"، وهناك تقرر عدم إجراء عملية جراحية له، وتقرر تسليمه للشرطة رغم أن حالته الصحية لم تكن تسمح بذلك. ونقل إلى مركز شرطة "رحوفوت"، ونظرا لعدم وجود مكان مناسب له هناك، أصدر قائد المركز يوسي بيخر أمرا بإعادته إلى مناطق السلطة خلافا للإجراءات المتبعة لدى الشرطة، وقام الضابط المناوب باروخ بيرتس بنقل الأوامر إلى الشرطي آساف يكوتيئلي. وقام الأخير سوية مع شرطية أخرى بإنزاله على قارعة الطريق على شارع "443"، وكان حافيا ولا يزال بثياب المستشفى، وتركوه بدون ماء أو طعام. فأصيب بحالة من الجفاف، وعثر عليه بعد عدة أيام جثة هامدة. تجدر الإشارة إلى أن الشرطي يكوتيئلي قد ادعى في المحكمة أن أبو جريبان طلب إنزاله في المكان، إلا أن المحكمة رفضت الادعاء باعتبار أنه لا يتماشى مع العقل السليم ولا الطبيعة البشرية ولا مع الوضع الصحي للمعتقل. من جهته زعم الشرطي بيرتس أن أبو جريبان لا يزال على قيد الحياة ويعيش في قطاع غزة، الأمر الذي رفضته المحكمة أيضا باعتبار أنه لا أساس لها على أرض الواقع.