21.34°القدس
20.66°رام الله
19.97°الخليل
22.1°غزة
21.34° القدس
رام الله20.66°
الخليل19.97°
غزة22.1°
الأحد 19 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

"جزار كابول" يتحول إلى "حمامة سلام"

قلب الدين حكمتيار
قلب الدين حكمتيار

تثير عودة أمير الحرب السابق، قلب الدين حكمتيار إلى كابول وسط تحديات سياسة وأمنية غير مسبوقة في أفغانستان، ذكريات الفوضى والصواريخ لسكان المدينة، لكنها تبعث أيضا بصيصا من الامل في تحقيق السلام.

وقوبلت عودة حكمتيار بالترحيب من جانب الافغان الذين أرهقتهم الحرب، واشاع الصراع الدائر في بلادهم منذ أكثر من أربعة عقود في نفوسهم الخوف والرعب.

ومازال حاجي غلام محمد، صاحب أحد المطاعم يتذكر بقاءه في الطابق السفلي لمبنى سكني في وسط كابول مع أسرته، عندما اخترق أجواء العاصمة 1700 صاروخ خلال أسبوع واحد، أثناء القتال بين فصائل المجاهدين في أوائل تسعينيات القرن الماضي.

وكان قلب الدين حكمتيار، زعيم جماعة الحزب الاسلامي، وهي واحدة من الجماعات التي اتهمت بقصف العاصمة الافغانية كابول في الفترة ما بين 1992 و1996، وقتل آلاف الاشخاص - يحظى بسمعة سيئة بين سكان المدينة، في ذلك الوقت حيث كان يوصف بأنه "جزار كابول".

وكان الحزب الاسلامي، هو ثاني أكبر جماعة متمردة في أفغانستان، قبل التوقيع على اتفاق سلام مع الحكومة الافغانية في أيلول (سبتمبر) الماضي.

ونفذت الجماعة عمليات في شمال وشمال شرق أفغانستان، حيث تردد أن قواعدها توجد داخل باكستان.

ويعتقد أن الجماعة لديها علاقات بتنظيم القاعدة والاستخبارات الايرانية والباكستانية، الى جانب جهات أخرى.

ويقدم اتفاق الحزب الاسلامي مع الحكومة الافغانية "حصانة قضائية" لجميع أعضاء الجماعة، وسيتم إطلاق سراح جميع سجناء الجماعة المحتجزين في سجون الحكومة الافغانية.

وكان حكمتيار، زعيم الجماعة المتمردة أحد زعماء حرب العصابات السابقين المناهضين للاتحاد السوفيتي ورئيس الوزراء الاسبق، الذي كان مسؤولا بالاساس عن إغراق البلاد في حرب أهلية دموية بعد سقوط النظام المؤيد للاتحاد السوفيتي عام 1992 في كابول.

وبعد الهجمات الارهابية التي وقعت في 11 أيلول (سبتمبر) في عام 2001 بالولايات المتحدة، والغزو الاميركي اللاحق لافغانستان، رفض حكمتيار الانضمام إلى الحكومة الجديدة، وأعلن الجهاد ضد القوات الاجنبية.

ووصفت الولايات المتحدة حكمتيار بأنه إرهابي عالمي وادخلت جماعة الحزب الاسلامي في دائرة اهتماماتها، على الرغم من أنها ليست منظمة إرهابية دولية.

وقال محمد إحسان، أحد سكان كابول، مشيرا إلى المجاهدين الذين دمروا كابول "بسبب هؤلاء الخونة، فقد الالاف من الرجال والنساء والاطفال الابرياء حياتهم".

وأضاف إحسان أن الزعماء الذين تسببوا في إلحاق الضرر "وتعذيب دولتنا" هم جزء من الحكومة الحالية، ويتزايد نفوذهم "لذلك ليس هناك أي مشكلة إذا تم إضافة آخر لهذا المزيج".

وتابع إحسان أن الافغان سئموا استمرار القتال وإهدار الدم، وقال:"لا يمكن غسل الدم بالدم".

وأضاف "نريد السلام وإذا تم تحقيقه من خلال المصالحة مع حكمتيار، سوف يكون ذلك محل تقدير وترحيب".

وبعد الاجتماع مع حكمتيار أمس الجمعة، نشر محمد غلاب مانجال، حاكم إقليم نانجارهار بشرق أفغانستان بيانا تضمن دعوة زعيم الحزب الاسلامي لطالبان الى "وقف سفك الدماء" وتحقيق أهدافهم من خلال الوسائل السلمية".

وقال حكمتيار في البيان:"خلافنا مع طالبان هو أنهم يحكمون بالقوة".

وبالنسبة لغلام محمد، وهو صاحب متجر في حي شرقي في كابول فإنه ليس من السهل نسيان ماضي حكمتيار بشكل كامل.

وأضاف : "مازلنا نعاني وندفع ثمن أخطائهم من بين ذلك أخطاء حكمتيار".

لكن زعيم الحزب الاسلامي، ليس أمير الحرب الافغاني الوحيد، الذي سوف يتمتع بثقافة الحصانة في البلد الذي تمزقه الحرب.

لم يخضع بعد للمساءلة الكثير من الزعماء المجاهدين السابقين، المتهمين بانتهاكات حقوق الانسان، من بينهم الجنرال عبد الرشيد دوستم، وهو نائب رئيس الدولة.

ويعتقد غلام أن انضمام الجماعة إلى عملية السلام ليس عملا صغيرا، بعد أن كانوا يعارضون الحكومة منذ الغزو الذي قاده الاميركيون، والذي أطاح بطالبان في عام 2001.

وقال غلام : "الكراهية تزيد الاحساس بالمعاناة. دعونا ننسى الماضي، ونفكر بشكل إيجابي، ونعقد آمالا للمستقبل".