إذا نظرنا إلى واقعنا، نجد العديد من المعوِّقات التي تواجه الشَّباب والفتيات في قضيَّة الزَّواج، ولعل أهمّها غلاء المهور، وطلبات الأهل بتوفير جميع مستلزمات العروس، ولكن هناك جانب آخر قد يكون عاملاً هامَّاً أيضاً لتأخُّر وعرقلة الزَّواج، وهو التَّوافق الاجتماعي والطَّبقي والفكري بين العروسين، فقد لا تقبل العروس زوجاً بدون مؤهِّلات رغم مقدرته الماليَّة، ولعل ذلك بسبب حصولها على شهادات علميَّة، كما أنَّ هناك العديد من الأسباب الأخرى، ومن خلال حملتنا "نتزوج رغم الظروف" الأخصائيَّة الاجتماعيَّة الأستاذة عائدة القثمي تشرح الأسباب التي قد تكون ضمن العوائق الاجتماعيَّة للزَّواج من خلال التَّالي:
المؤهِّل العلمي: علينا أن نعرف أنَّ عدد الفتيات السعوديَّات المتعلِّمات أصبح يفوق عدد الرِّجال المتعلِّمين، ولاشكَّ أنَّ هناك العديد من الرِّجال المقتدرين الذين يتقدَّمون لفتيات، ولكنَّهم قد يُقابلون بالرَّفض؛ نظراً لعدم حصولهم على مؤهِّل يناسب الفتاة، وبالطَّبع هناك من تقبل ذلك، ولكن ليس الأغلبيَّة، حيث تريد الفتاة من يوافقها في أفكارها وطموحها.
الفتاة لابن عمِّها أو ابن خالتها: أرى أنَّ بعض العائلات تقوم بربط الفتاة بالزَّواج بأحد أقربائها منذ صغرها، ولكن مع مرور الوقت قد تتغيَّر مشاعر الفتاة، وكذلك مشاعر الشَّاب، ومع ذلك قد يصرُّ الأهل على زواجهما وعدم قبول أيَّ عروس أو أيَّ عريس آخر يتقدم لخطبة الفتاة، مما يعرقل أيَّ فرصة لهما لاتخاذ قرار مصيريٍّ في حياتهما، وأرى أنَّ ذلك ظلماً يقع على الشَّاب والفتاة، وعلى الأهل عدم المبالغة في الأمر، كما أنَّ العلم الحديث أثبت أنَّ زواج الأقارب يسبب بعض الأمراض الوراثيَّة والعقليَّة للأبناء.
السَّفر إلى الخارج: يطمح الجميع للسَّفر إلى الخارج، ولكن بعض الأمَّهات بسبب ارتباطهنَّ الشَّديد ببناتهن، قد ترفض الأم عريساً مناسباً من جميع النَّواحي بسبب عمله أو دراسته خارج البلاد، ورغم توفُّر جميع المتطلَّبات فيه، إلا أنَّ طلب تقدُّمه للفتاة قد يقابل بالرَّفض.
عامل النِّسب: مجتمعنا العربي يقدِّر بشكل كبير نسب الشَّخص، حيث أنَّ بعض العوائل لا تقبل بتزويج أبنائها سوى من نفس العائلة كنوع من العادات، وهذا فكر خاطئ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
نصيحتي للأهل التعقُّل والتَّفكير جيِّداً في مستقبل الفتاة، وعدم تأخير الزَّواج أو تعطيله لأسباب واهية، كما أقول للفتاة: لا تجعلي عاطفتك تسيطر عليك دائماً، واجعلي هناك جانباً للعقل، واقبلي بمن ترين أنَّه يتوافق معك ويسعدك لبقية حياتك.