19.75°القدس
19.6°رام الله
18.86°الخليل
24.77°غزة
19.75° القدس
رام الله19.6°
الخليل18.86°
غزة24.77°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

ما الذي يغري حماس لتتنازل عن الثوابت!!

عبد الله المجالي
عبد الله المجالي
عبدالله المجالي

كالعادة بدل أن نسبر غور الأمور ونناقش بعلمية وموضوعية نذهب بسرعة نحو الاتهام والتجريح والتخوين أو الدفاع الأعمى.

أثارت وثيقة حماس السياسية جدلا واسعا، وتباينا واسعا كذلك في الآراء بين منتقد ومدافع، لكنها كانت في معظمها للأسف ينطبق عليها الوصف الآنف الذكر.

مثل هذه النقاشات التي لا تبحث عادة عن الحقيقة بقدر ما يبحث المهاجمون والمدافعون عن تسجيل النقاط، لا تفيد أحدا.

بيد أنه لا يجوز بحال من الأحوال وضع «فيتو» على أي رأي يوجه انتقادا أو مخالفة أو ملاحظة لهذه الوثيقة، بل على العكس فإن الاطلاع على آراء كهذه ربما تثري المعرفة وتسلط الضوء على نقاط ضعف مرت على النخبة التي عملت على إعدادها، ففي النهاية ذلك جهد بشري.

على أنني أود أن أدلو بدلوي في جزئية من هذا النقاش المحتدم هذه الأيام، وهي أن حماس تسير بذات الطريق التي سارت به الحركة الوطنية الفلسطينية من تنازل تدريجي عن كل المبادئ والثوابت التي تأسست عليها.

أعتقد أن الناس معذورة حين تفكر مثل هذا التفكير، فالواقع الذي وصلت إليه الحركة الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح ومعها القضية الفلسطينية واقع مرير ومأساوي، حيث بدأ بتنازل صغير وبسيط ثم كرت المسبحة إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن.

لكن ذات المثال يقدم الإجابة، فلماذا تحذو حماس حذو فتح؟ هل واقع فتح الآن يغري أحدا بالحذو حذوها؟ ماذا جنت فتح من أرباح وفوائد ومكاسب حتى تهرول حماس وتقتدي بها؟ ما هو واقع فتح الآن حتى تسارع حماس للسير في ذات الاتجاه؟

مع ذلك تبقى التخوفات مشروعة، ويمكن الاستفادة منها ليس للتشكيك بل لحماية المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، فما الذي يمنع السلطة الفلسطينية أو أي شخصية فلسطينية «عميلة» أو أي فصيل فلسطيني يتلون كالحرباة، أو أي نظام عربي مهما كان تحالفه مع الغرب من تقديم تنازلات في موضوع القدس؟! إنها الحالة الجمعية التي تدين التنازلات عن الحقوق كائنا من كان مقدمها.