لا معلومات واضحة الى الان عما جرى في لقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع محمود عباس، ولا اظن ان اللقاء خرج باتفاق واضح او بوعود محددة، فاللغة الاستكشافية لا زالت مسيطرة على لقاءات الرئيس الاميركي مع الجميع.
عباس بعد عودته من واشنطن التقى وزير خارجيتنا ايمن الصفدي، وحسب البيان المقتضب، يبدو ان الرجل قام بوضع الاردن بصورة ما جرى في واشنطن، ونحن ايضا لا نعلم كم اخفى عنا من معلومات واحتفظ بها لنفسه.
عمان متوجسة من محمود عباس، فهو لا يخفي انفعاله المضطرب على كل الجبهات، وعليه، يجب ان لا يترك وحيدا دون احتواء ومراقبته حتى لا يتخذ قرارا «تنازلا» يمس جوهر مصالحنا في القضية الفلسطينية.
وهذا يفسر اصرار الاردن على لقاء عباس قبل زيارة واشنطن وبعدها، فنحن معنيون بالحديث معه وفهم ما يفكر به وادراك خطواته القادمة، فعمله تحت الضغوط ( وثيقة حماس ودحلان) تحتاج الى غرفة عناية حثيثة.
تهديد الرجل باتخاذ اجراءات مؤلمة تجاه غزة، يجب ان يقلقنا، ولا سيما اذا كان في جعبته توجه حقيقي نحو دفع غزة الى شفير الحصار الفوضوي؛ وبالتالي دفعهم للهروب الامامي نحو الحرب مع اسرائيل.
علينا ان نقلق، وان نواصل رصد توجهات واجراءات وانفعالات الحالة الفلسطينية، فما يجري في حماس ليس بالعادي، وانفعال عباس ليس مجرد حالة عابرة، ونحن معنيون كمصلحة وطنية اردنية بالهدوء وعدم انفجار المشهد الفلسطيني.
ترامب سيزور المنطقة، وزيارته حبلى بأشياء كثيرة متعلقة بالملف الفلسطيني، بعضها قد يرضينا وبعضها قد يزعجنا، والشاطر اللي بيحسّن فرصه.
