19.75°القدس
19.6°رام الله
18.86°الخليل
24.77°غزة
19.75° القدس
رام الله19.6°
الخليل18.86°
غزة24.77°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

الحضارة هي الإنسان

حسن عبد الرؤوف القطراوي
حسن عبد الرؤوف القطراوي
حسن عبد الرؤوف القطراوي

الحضارة هي الإنسان، ولكم من الثروات في بلادنا أصبحت هباءً منثورا، لما استحقرنا الآدمية التي خص الله تعالى بها بني البشر، وأولينا اهتمامات كبيرة لغيره، فلا استعمرنا الأرض، ولا استثمرنا الإنسان .

ليس غريبا، حين تُطالع تقريراً دولياً، فتجد أنه خلا من جميع الدول العربية ضمن قوائمه للدول العشرة الأكثر غنىً في العالم على الرغم من أن بعضها يبحر فوق تريليونات من الذهب الأسود والغاز الطبيعي، ذلك يحدث، حين ترى العالم يستثمر في الإنسان فيما يستثمر العرب عليه، إن برميلاً من النفط، يبتاعه الغرب منا بثمن بخس دراهم معدودات، فنعيد استيراده بثلاث أضعافه، نعم بثلاث أضعافه، ورغم ذلك فإن هذا ليس الخبر السيء، إذ أن الخبر السيء هو سماعنا بقانون الكونغرس والذي يمنع منذ زمن، التنقيب عن البترول فوق الأراضي الأمريكية، ليس ضعفاً أو قلة حيلة، بل خشية من أن ينضب بترول العالم، فتصبح أمريكا صديقة القمر بلا بترول، أما في الصين، والتي لا يكفيها نهر النيل للشرب على مدار أيام، تجدها تتوسط جدول ترتيب أغنى دول العالم، وهي بلا ثروات، ثروتها فقط تكمن في الاستيقاظ الساعة السابعة صباحا، لتدور عجلة الصين بأكملها، لتغزوا العالم في كل شيء، فيقف العالم عاجزا أمام قوة اقتصادها، فلا يجد هذ العالم من مفر سوى رفع الضرائب على منتجاتها، لتتساوى المنتجات الصينية مع نظيرتها في الدول التي تستورده، فيصبح المنتج الصيني الرخيص يساوي المحلي من حيث الثمن، وإلا سينهار أي اقتصاد عالمي أمام قوة اقتصاد الصينيين، أما اليابان، فلم يمر سبعون عاماً أو يزيد قليلاً على ضربها بالنووي، ومع ذلك فقد أصبح لديها أفضل تعليم في العالم، ومنتجاتها الأولى عالمياً من حيث الجودة، فيما مصر تغرق بالديون منذ غرق فرعون، أما الهند الذي يسكنها مئات الأعراق، ويعبد كل فرد فيهم إله خاص به، إلى جانب البقرة، فحدث ولا حرج، حيث تُعتبر شِبه القارة الهندية من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، ويدر انتاجها على الدولة سنويا 13 بليون دولار، هذا لم يحدث في بلدان الديانة الواحدة والرب الواحد .

إن أي استثمار بعيدا عن الإنسان، هو سرقة لجهد الدولة، وقتل لثرواتها البشرية، واهدار للوقت، وانتحار للعقل، يا سيّدي : لن تصنع الطبيعة وحدها ربيع الأمم، فقط العقل الإنساني من يفعل ذلك، انظروا لمتوسط دخل الفرد في فنزويلا التي تتربع بلده على عرش أكثر الدول من حيث الاحتياط النفطي، ولدخل الفرد في اليابان أو فلندا أو حتى كوريا الجنوبية لتعرفوا الفرق، ولتعرفوا أيضاً أين نقف نحن العرب من ماليزيا الذي بكى رئيس وزرائها يوما على بلده التي ليس فيها ثروات، كيف صنعت الثروة ؟!!

إن البلدان التي تنحدر فيها قيمة الإنسان، ويزيد فيها عوار الجهلاء، ويسودها البلهاء، ويعلو صوت التخلّف، هي تلك الدول التي تعج بالجهل والفساد والسرقة والكذب والشعوذة باسم الانتماء للدين والوطن، ذاك الوطن الذي يسرقه السارقون، ليصبح الوطن وخيراته وثرواته لهم والوطنية للفقراء،,

يحدث هذا عنوة، ونحن بغبائنا وخيبتنا نهلل لهم ونصفق .. !!

إلى هنا .. ويستمر الدجل ،،