23.9°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
28.02°غزة
23.9° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة28.02°
الأحد 13 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.33

خبر: نصير الأسرى صاحب الثأر للخواجا يعود لأهله

هم الشهداء .. قافلة تسير ولا تتوقف.. منذ فجر التاريخ بدأت وعلى امتداد الأفق تمضي .. لها قضية ثابتة وهدف يتجدد والوسيلة تتعدد، قضيتهم مبدأ من أجله انطلقوا وأهدافهم عبر الزمان والمكان تتجدد ووسائلهم لتحقيق الهدف تتنوع وتتعدد مهما كانت العواقب حتى استقر المقام ببعضهم بـ"مقابر الأرقام". "فلسطين الآن" تلتقي بعوائل هؤلاء الأبطال لتلقي الضوء على تضحياتهم وإنجازاتهم، التي كانت أجسادهم شظايا مزقت جبروت المحتل، فكانت عائلة الشهيد معاوية أحمد روقة إحداهم. يقول المعتصم بالله شقيق الشهيد معاوية: "علمنا يوم أمس أن شقيقنا معاوية ضمن الشهداء الذين سيسلم جثامينهم؛ فكان ذلك مفاجئة لنا رغم أنه فتح بعضاً من جرحنا، إلا أن هذه العملية بمثابة تتويج لصفقة الأسرى". وبين أن عائلته طالبت باستعادة جثته عن طريق السلطة والصليب الأحمر لكن بلا جدوى، مشيراً إلى أن بعض المواطنين وبعد ترددهم على منطقة تنفيذ العملية _ ذلك الوقت _ استطاعوا أن يجمعوا بعضاً من رفاته وواريناه الثرى بجوار رفيقة الشهيد عبد الرحمن حمدان، وبذلك يصبح له قبرين كقائده عبد الرحمن. ويضيف: "إن احتفاظ قوات الاحتلال بجثمان الشهداء طوال هذه المدة لم يضعف من عزيمتنا بل زادنا إصراراً وعزيمة، كنا نتوقع الاحتفاظ بجثمانه الطاهرة أطول من هذه الفترة"، مضيفاً: "مهما طال الزمان أو قصر نحن نصر على المطالبة بجثامين أبنائنا". وأشار إلى أن معاوية لقب "بنصير الأسرى"، موضحاً أن المقاومة هي الطريق الوحيد لإطلاق سراح أبنائنا وهي من غير موازين اللعبة مع المحتل. أما المسن أحمد والد الشهيد فيقول: "إن عمليته من أروع العمليات، حيث كنت أحد شهود العيان عليها حيث رأيت الجيبات الصهيونية تحترق في ذلك المكان وكنت أرى رتلاً من القوات الصهيونية يجرون أذيال الهزيمة على إثر العملية، ولم أكن أعلم أن أبني من فجر نفسه" بعد. ويستذكر أحد أشقاء الشهيد: "سألت شقيقي في آخر أيامه تبدو الشهادة واضحةً عليك، فبادرني بالسؤال: لو أن هذا الأمر عرض عليك أكنت توافق، فقلت: نعم، فابتسم وقال: "إن الوطن يحتاج للشهداء". [title]الشهيد في سطور [/title] فمعاوية هو الابن التاسع لوالده "أحمد سعيد روقة" الذي هجِّر في العام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين ليدق أوتاد خيمته في مخيم خان يونس للاجئين، وبقي على سفر ينتظر العودة القريبة إلى قرية الجورة مسقط رأسه ومثوى آبائه وأجداده، وطالت رحلة الانتظار البائس على أعتاب وكالات الإغاثة، وغدت الخيمة بيتاً طينياً قرميدياً يضم الأبناء الصغار الذين فطموا على لحن العودة الحزين وعلى ذكريات الجورة ومشهد الأصيل الممتزج بساحل البحر على شاطئها العتيق. ورزق أحمد بولده معاوية في العشرين من إبريل من العام ألف وتسعمائة وثلاث وسبعين الذي ترعرع على يد والديه في ظروف اقتصادية بالغة السوء، ليمثل دافعاً أكيداً للفتى الصغير نحو إرادة التغيير بعزم ومضاء، حتى أنهى فتانا الباسم دراسته الثانوية والتحق بالدراسة في كلية العلوم والتكنولوجيا في خان يونس، بالإضافة إلى تعلمه مهارة الدهان التي كان يعملها أحياناً للمساعدة مع أهل بيته في ظروفهم الاقتصادية. وما أن آذنت الانتفاضة الفلسطينية الماجدة بالانطلاق حتى كان الفتى الوديع قد بلغ الرابعة عشرة من عمره، وما كان ينقصه سوى الخبرة في مواجهة قوى الاحتلال، فهو يدرك جيداً كم قاسى هو وشعبه جراء هذا الاحتلال الغاشم فانطلق الشبل المقدام يواجه جنود الاحتلال بحجارته، ويوجهه في ذلك إخوانه الذين يكبرونه سناً والذين تمرسوا على فن المواجهة، وعلى رأسهم الشهيد عبد الرحمن حمدان، والشهيد محمد شهوان ابنا مسجد فلسطين، حتى غدا معاوية جديراً بأن يكون جندياً في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس وكتائبها المظفرة، فخرج إلى شوارع خان يونس ملثماً يزين لثامه شارة لا إله إلا الله ويخط بطلائه في كل المواقع شعارات الجهاد والفدائية والصمود. وفي إحدى جولات معاوية صادفه كمين لجنود الاحتلال الذين لاحقوا الملثم الصغير وهو يقفز أمامهم من جدار لآخر ورصاصهم يتساقط إلى جانبيه حتــــى تمكن معاوية من الإفلات وهو يردد بصوت عالٍ الله أكبر الله أكبر. ومن العمليات الجهادية التي شارك بها معاوية عملية عسكرية هاجم وإخوانه القساميين فيها مستوطنة "غوش قطيف"، واطلاق النار على جنود الاحتلال على حاجز "نتساريم" والمشاركة في نصب لغم لدورية عسكرية صهيونية بجوار مقابر خان يونس على حدود المستوطنة، هذا عدا المشاركة في شراء الأسلحة والتخزين والاستطلاع للمجاهدين. [title]تفاصيل العملية[/title] ففي صباح الخامس والعشرين من يونيو من العام ألف وتسعمائة وخمس وتسعين، كان معاوية لا يطمع بأكثر من قبوله في رحاب الخالدين لذا فقد استقبل يومه هذا بكل الود والترحاب والشوق العظيم، فاستقل دابته رفيقة رحلته الأخيرة، وغَـذَّ السير باتجاه شارع البحر عند مجمع المستوطنات "غوش قطيف" الذي يربط مستوطنات دير البلح بمستوطنات خان يونس، هناك حيث تكثر حركة قوات الاحتلال، إلى أن لامست عربته أرتالهم المدججة فدوّى الانفجار الهائل ليحرق أخضرهم ويابسهم في مواجهة ملحميــة عــــز نظيرها. ليلتحق بدرب من ربوه من قادة كتائب القسام أبناء مسجد فلسطين رحلوا بعد أن كرسوا مدرسة المقاومة والجهاد والفدائية، فغدت كتائب القسام عنواناً فذاً للعمل العسكري النوعــي المتطور، كأمثال الشهيد عبد الرحمن حمدان الذي كان يراه معاوية أستاذاً في فن العطاء في كافة المجالات والشهيد القائد جميل وادي، والشهيد محمد شهوان. وكانت عملية معاوية رداً على جريمة اغتيال الشهيد محمود الخوجا أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي حين اصطاده رصاص هم الشهداء .. قافلة تسير ولا تتوقف.. منذ فجر التاريخ بدأت وعلى امتداد الأفق تمضي .. لها قضية ثابتة وهدف يتجدد والوسيلة تتعدد، قضيتهم مبدأ من أجله انطلقوا وأهدافهم عبر الزمان والمكان تتجدد ووسائلهم لتحقيق الهدف تتنوع وتتعدد مهما كانت العواقب حتى استقر المقام ببعضهم بـ"مقابر الأرقام". "فلسطين الآن" تلتقي بعوائل هؤلاء الأبطال لتلقي الضوء على تضحياتهم وإنجازاتهم، التي كانت أجسادهم شظايا مزقت جبروت المحتل، فكانت عائلة الشهيد معاوية أحمد روقة إحداهم. يقول المعتصم بالله شقيق الشهيد معاوية: "علمنا يوم أمس أن شقيقنا معاوية ضمن الشهداء الذين سيسلم جثامينهم؛ فكان ذلك مفاجئة لنا رغم أنه فتح بعضاً من جرحنا، إلا أن هذه العملية بمثابة تتويج لصفقة الأسرى". وبين أن عائلته طالبت باستعادة جثته عن طريق السلطة والصليب الأحمر لكن بلا جدوى، مشيراً إلى أن بعض المواطنين وبعد ترددهم على منطقة تنفيذ العملية _ ذلك الوقت _ استطاعوا أن يجمعوا بعضاً من رفاته وواريناه الثرى بجوار رفيقة الشهيد عبد الرحمن حمدان، وبذلك يصبح له قبرين كقائده عبد الرحمن. ويضيف: "إن احتفاظ قوات الاحتلال بجثمان الشهداء طوال هذه المدة لم يضعف من عزيمتنا بل زادنا إصراراً وعزيمة، كنا نتوقع الاحتفاظ بجثمانه الطاهرة أطول من هذه الفترة"، مضيفاً: "مهما طال الزمان أو قصر نحن نصر على المطالبة بجثامين أبنائنا". وأشار إلى أن معاوية لقب "بنصير الأسرى"، موضحاً أن المقاومة هي الطريق الوحيد لإطلاق سراح أبنائنا وهي من غير موازين اللعبة مع المحتل. أما المسن أحمد والد الشهيد فيقول: "إن عمليته من أروع العمليات، حيث كنت أحد شهود العيان عليها حيث رأيت الجيبات الصهيونية تحترق في ذلك المكان وكنت أرى رتلاً من القوات الصهيونية يجرون أذيال الهزيمة على إثر العملية، ولم أكن أعلم أن أبني من فجر نفسه" بعد. ويستذكر أحد أشقاء الشهيد: "سألت شقيقي في آخر أيامه تبدو الشهادة واضحةً عليك، فبادرني بالسؤال: لو أن هذا الأمر عرض عليك أكنت توافق، فقلت: نعم، فابتسم وقال: "إن الوطن يحتاج للشهداء". [title]الشهيد في سطور [/title] فمعاوية هو الابن التاسع لوالده "أحمد سعيد روقة" الذي هجِّر في العام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين ليدق أوتاد خيمته في مخيم خان يونس للاجئين، وبقي على سفر ينتظر العودة القريبة إلى قرية الجورة مسقط رأسه ومثوى آبائه وأجداده، وطالت رحلة الانتظار البائس على أعتاب وكالات الإغاثة، وغدت الخيمة بيتاً طينياً قرميدياً يضم الأبناء الصغار الذين فطموا على لحن العودة الحزين وعلى ذكريات الجورة ومشهد الأصيل الممتزج بساحل البحر على شاطئها العتيق. ورزق أحمد بولده معاوية في العشرين من إبريل من العام ألف وتسعمائة وثلاث وسبعين الذي ترعرع على يد والديه في ظروف اقتصادية بالغة السوء، ليمثل دافعاً أكيداً للفتى الصغير نحو إرادة التغيير بعزم ومضاء، حتى أنهى فتانا الباسم دراسته الثانوية والتحق بالدراسة في كلية العلوم والتكنولوجيا في خان يونس، بالإضافة إلى تعلمه مهارة الدهان التي كان يعملها أحياناً للمساعدة مع أهل بيته في ظروفهم الاقتصادية. وما أن آذنت الانتفاضة الفلسطينية الماجدة بالانطلاق حتى كان الفتى الوديع قد بلغ الرابعة عشرة من عمره، وما كان ينقصه سوى الخبرة في مواجهة قوى الاحتلال، فهو يدرك جيداً كم قاسى هو وشعبه جراء هذا الاحتلال الغاشم فانطلق الشبل المقدام يواجه جنود الاحتلال بحجارته، ويوجهه في ذلك إخوانه الذين يكبرونه سناً والذين تمرسوا على فن المواجهة، وعلى رأسهم الشهيد عبد الرحمن حمدان، والشهيد محمد شهوان ابنا مسجد فلسطين، حتى غدا معاوية جديراً بأن يكون جندياً في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس وكتائبها المظفرة، فخرج إلى شوارع خان يونس ملثماً يزين لثامه شارة لا إله إلا الله ويخط بطلائه في كل المواقع شعارات الجهاد والفدائية والصمود. وفي إحدى جولات معاوية صادفه كمين لجنود الاحتلال الذين لاحقوا الملثم الصغير وهو يقفز أمامهم من جدار لآخر ورصاصهم يتساقط إلى جانبيه حتــــى تمكن معاوية من الإفلات وهو يردد بصوت عالٍ الله أكبر الله أكبر. ومن العمليات الجهادية التي شارك بها معاوية عملية عسكرية هاجم وإخوانه القساميين فيها مستوطنة "غوش قطيف"، واطلاق النار على جنود الاحتلال على حاجز "نتساريم" والمشاركة في نصب لغم لدورية عسكرية صهيونية بجوار مقابر خان يونس على حدود المستوطنة، هذا عدا المشاركة في شراء الأسلحة والتخزين والاستطلاع للمجاهدين. [title]تفاصيل العملية[/title] ففي صباح الخامس والعشرين من يونيو من العام ألف وتسعمائة وخمس وتسعين، كان معاوية لا يطمع بأكثر من قبوله في رحاب الخالدين لذا فقد استقبل يومه هذا بكل الود والترحاب والشوق العظيم، فاستقل دابته رفيقة رحلته الأخيرة، وغَـذَّ السير باتجاه شارع البحر عند مجمع المستوطنات "غوش قطيف" الذي يربط مستوطنات دير البلح بمستوطنات خان يونس، هناك حيث تكثر حركة قوات الاحتلال، إلى أن لامست عربته أرتالهم المدججة فدوّى الانفجار الهائل ليحرق أخضرهم ويابسهم في مواجهة ملحميــة عــــز نظيرها. ليلتحق بدرب من ربوه من قادة كتائب القسام أبناء مسجد فلسطين رحلوا بعد أن كرسوا مدرسة المقاومة والجهاد والفدائية، فغدت كتائب القسام عنواناً فذاً للعمل العسكري النوعــي المتطور، كأمثال الشهيد عبد الرحمن حمدان الذي كان يراه معاوية أستاذاً في فن العطاء في كافة المجالات والشهيد القائد جميل وادي، والشهيد محمد شهوان. وكانت عملية معاوية رداً على جريمة اغتيال الشهيد محمود الخواجا أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي حين اصطاده رصاص الشاباك في مخيم الشاطئ بمدينة غزة. الشاباك في مخيم الشاطئ بمدينة غزة.