24.99°القدس
24.69°رام الله
23.86°الخليل
26.98°غزة
24.99° القدس
رام الله24.69°
الخليل23.86°
غزة26.98°
الإثنين 30 سبتمبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.73دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.73

في غياب القلم

73-
73-

في غفلة الذات وذهول العقل يستيقظ القلم ليهمي بحبر الصدق على ورق الحقيقة ، مشاعرُ عشتها في غضون أيام مضت لاتسألوني في أي وقت تواردت علي ، ولا تسألوني عن الأشخاص أو الأماكن أو الأحداث ،اسألوني فقط عما دار في خلدي ،وعن كثافة المشاعر وتعاقبها  ذلك الذي حول أحاديث  نفسي لمدونة فكرية كتبت معطياتها سرا في غياب القلم ! .

*هكذا تتبدل صفحات الزمن عن مكان عشت فيه سنوات تسع ، لأجد نفسي في منزل آخر وغرفة أخرى وبين جدران بيضاء تخلو من كلمات الذاكرة ..

سريرٌ لا يربطني به أفكار أو آمال أو أحزان ، سريرٌ لا يحمل تلك الأيام التي عشتها في أماكن غيره ، تسآءلت عن كل الأسِرة التي استلقيت عليها في حياتي ، وعن وسائد الأحلام التي نسجتها في خيالي ، وعن أغطية الصمت التي التحفت بها في ليالي الألم والسهاد.

وتسآءلت أيضا عن الآتي ، وكيف ستكون حالتي على السرير الأخير ، وبأي وجه سألقى الله عز وجل على نعش الموت ، وتمنيت وأملت بربي الخير ، بأن يرزقني فرحة المؤمنين الصالحين ، حين يلتقون في الجنة إخوانا على سرر متقابلين ، والأمل في الله كبير.

*(من قال أن الجبال لا تلتقي أبدا )

عبارة قرأتها في كتاب ما ، ورددتها على مسامع من لقيتهم ذلك اليوم ، كان لقاؤنا في نفس الفلك مفاجأة جميلة لنا جميعا ، وبها استطعنا أن نمنح أنفسنا فيضا من الآمال الإيجابية ، تلك التي تعاهدنا عليها يوما .هكذا التقينا على هامش الحلم ، ولكننا شعرنا بالوفاء لأنفسنا ولأحلامنا التي رددناها ، وشعرنا بالتشابه والتوافق رغم ظروفنا ورغم تباعد المكان والكلام ، وإن لم نلتقي دائما فأفكارنا دائمة اللقاء في مصب الحلم .

*حذرة متوجسة في عالم جديد يحمل لي تحديات أجهلها ، ولكنه في ذات الوقت يتكشف عن كنوز العلم ومقتنيات التراث فيفتح لي مضمارا لا يرتاده إلا المخلصون ، عالم يلقي علي بكل معطياته أعباء ً لم أخضها زمنا ً، دنيا ما عشت فيها ولا خبرتها ، وأناس مختلفون في الطبائع والقيم والأهواء ..

خيوط متشابكة ، تستفزني لأطلقها حرة من جديد..

ومتاهة استعصت على من قبلي ، تحثني على اكتشاف طريقها الفريد…

وكلمات تبعثرت في صفحات الزمن ، تسألني سبكا لمعانيها رشيد…

فهل أستطيع ؟

*يتنقل بينهم بمشية الخيلاء رافعا قامته وصوته ، ومستغلا منصبه ونفوذه ، فيغضب ويضحك ويستهزىء ، يشير ببنانه معلقا على ما قام به الآخرون في وجودهم أو عدمه ، ولا يكتفي بذلك بل يحاول أن يسأل الجميع عن فلان وعلان ، وعن رأيهم ومهما يكن رأيهم ، فلديه طريقة لمعارضته أو نقله أو تضخيمه ، محاولا أن يأخذ مقتطعا من الكلام الناقص المعنى ليبدأ به شرر مشكلة ما ،وهكذا يتصرف ليثبت للجميع أنه (شخصية) لها وزنها ومقامها ..

حينما رأيت هذا الشخص رثيت لحاله ، فقد فهم القيادة بطريقة مشوهة ، وظن أن الغضب دليل على القوة، وما علم بأنه غاية الضغف ، ولعله ظن أن تصرفات الآخرين هي عمله الأساسي ، ولم يدري أنه طمس إبداعهم وإبداعه ..

*في الفترة الماضية ، أيقنت أن الصداقة جوهرة ثمينة أرى فيها أبعادا رائعة المنظر، فمع مكابدة الألم والضيق ومجاهدة النفس والتصبر والحلم ، وحينما تبلغ  المشاعر فورة التضارب، في ذلك الوقت بالذات تغدو الصداقة الحقيقة طوق النجاة .

فصديقك الحقيقي هو ذلك الذي يقبل بك مهما كانت ظروفك ، هو الذي يساعدك على تجديد نشاطك ، هو الذي يغمرك بالابتسامة مزيحا أثقال نفسك  ، هو الذي ينتشلك من تعقيد الظروف إلى ساحة الراحة والهدوء ، لا لشيء سوى ليدخل السرور إلى روحك فيُحملك بذلك جميلا لا يُرد.

الصديق هو الذي يرسم لك خارطة الصداقة بخطوات واثقة تتراكم مع الأيام ، وفي كل مرة يُثير إعجابك  فيها تشعر أنك المحظوظ به ، وأنه هدية الأيام وجمال الحياة .

*حينما تأملت عمق تفكيرهم فيما مضى ، تبدى لي الاختلاف فيما نعيشه ، وكلما وقفت على معنى من معانيهم تملكتني الحيرة في أمرنا ..

إلى متى نلاحق القشور ؟ وإلى متى نعمد إلى الحكم السريع المعتمد على المظهر المتناسي للجوهر ؟ إلى متى تبقى فقاعات الصابون وفرقعات الأنوار هي محور الاهتمام ؟

ولم انحرف ميزان التقدير عن دأبه في العدل والمساواة؟

ولماذا ننكسر لأولئك المتلونين ؟ فنتخلى عن جمال الأرواح إلى خواء المظاهر …

*ظننت يوما أن من يرحلون في حياتنا يدخلون دائرة النسيان ، ولكنني أدركت أننا لا ننسى من نحبهم ، بل على العكس ، يتعاظم حبهم  ويكبر ، فتعود بنا الذكريات لمواقفهم وابتساماتهم وأحزانهم ، فتبدو المواقف في غيابهم أوقع أثرا …

وصدق من قال ” الذين نحبهم لا نودعهم ، لأننا في الحقيقة لا نفارقهم ”