19.75°القدس
19.6°رام الله
18.86°الخليل
24.77°غزة
19.75° القدس
رام الله19.6°
الخليل18.86°
غزة24.77°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

نكبة فلسطين...الأشد تذكرا

كاظم عايش
كاظم عايش
كاظم عايش

 مئة عام على الوعد المشؤوم وبريطانيا العجوز تتنكر لحقوق الفلسطينيين وتصر على النكران، رغم ضلوعها الواضح بالجريمة وقيام الأدلة التي تدينها.

وتسعة وستون عاما على النكبة وبالرغم من كل ذلك، فإن الاطفال في مخيمات اللجوء يستدعون ذاكرة أجدادهم لتحدثهم عن قلوب متعلقة هناك بشاطئ يافا وأسوار عكا وساحل عسقلان ومرج ابن عامر، هناك في نابلس والخليل والقدس وبئر السبع، وفي كل زاوية من زوايا الوطن الجريح المنكوب بأعدائه وبعض ممن يزعمون الانتماء اليه.

الفلسطينيون في كل أصقاع الارض يستذكرون اليوم الذي أخرجوا فيه من وطنهم بمزيد من الاصرار على العودة والسعي لها من خلال مؤتمراتهم ولقاءاتهم وأهازيجهم ودبكاتهم وكوفياتهم ومفتولهم ومسخنهم وعلمهم الذي يحملونه في قلوبهم أينما حلوا وارتحلوا، هناك في أوروبا وأمريكا وأستراليا، وبلاد العرب أوطاني.

يدركون أن معركتهم مع عدوهم هي معركة وعي عميق لقضيتهم، ومعركة حق أقرت به الدنيا وان كانت عاجزة عن القيام بما تمليه عليها واجبات هذا الحق، يدركون أن حقهم في العودة والتعويض، لا ينفصم عن حقهم في المقاومة بكل أشكالها، كما يدركون أن قضيتهم ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، طالما أن القبلة الاولى للمسلمين والارض التي بارك الله فيها في قرآنه الكريم لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال الظالم، الذي يسيم أهلها العذاب ويحاول مستميتا أن يهود معالمها وسكانها دون جدوى.

يستذكرون النكبة وهم يستحضرون صور الاسرى الابطال الذين يخوضون معارك مستحيلة لنيل حقوقهم في زمن تنكر لهم فيه القريب والبعيد.

يستذكرون النكبة وهم يستحضرون الخيمة الاولى والمخيم، والرصاصة الاولى والشهيد الاول، والعملية البطولية، والحصار الظالم، والمذبحة الاولى والثانية والعاشرة....

 يستذكرون ولا يريدون أن ينسوا شيئا، فالنسيان في شريعتهم خيانة للنكبة وخيانة للخيمة ومعاناتها، خيانة للمخيم وآهاته، خيانة للشهداء الذين قضوا على ايدي جلاديهم بدم بارد، خيانة للشهداء الذين حملوا أكفهم على أرواحهم، وقدموا أنفسهم قرابين لوطنهم ومقدساتهم، خيانة لكل من كتب سطرا أو قصيدة أو كتابا لأجل فلسطين.

تأتي الذكرى الآن في زمن صعب يزيدها مرارة وقسوة، فالبلاد التي عاشت تؤمل ان تستعيد فلسطين، تحتاج هي الآن الى من يعيدها الى المشهد الواقعي بعد ان نهشتها الحروب والفتن، وتراجعت قضية فلسطين عندها الى مؤخرة الاهتمامات.

نعم تعود الذكرى والألم يصاحبها، ولكن الأمل لا يغيب ولا ينتهي، فقد مرت الأمة بمثل هذا ثم نهضت، والمؤمل أنها ستنهض من جديد رغم قتامة الجو وصعوبة الظرف،وإن مع العسر يسرا.

انتهت مئويتهم، وبدأت مئويتنا، وإن غدا لناظره قريب، ولا يضيع حق وراءه مطالب، والصغار لم ينسوا وغدا يكبرون بوعيهم وهمتهم للتحرير والعودة القريبة الظافرة بإذن الله.