19.75°القدس
19.6°رام الله
18.86°الخليل
24.77°غزة
19.75° القدس
رام الله19.6°
الخليل18.86°
غزة24.77°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

ما قيمة بقائي حيا ؟!

شروق صافي
شروق صافي
شروق صافي

رفاقي يسقطون الواحد تلو الآخر، ينفجرون، يتمزقون من هذا الصمت الخائن، وأمي تنتظر لتودعني بزغرودة الوداع الأخيرة، ليختلط جسدي بالهواء في ثلاجات العهر أو في التراب؛ بعد أن سئمت الإنتظار وبعد أن أقع بطولي وكرامتي وجوعي على الأرض، لصالح من يصمت الجميع؟ ويسكتون على عذاباتنا المريرة؟

إننا يا سادة مولعون بالوقوع...

الوقوع الذي نرفض من خلاله السماح للآخرين بالوقوف على أقدامهم ثانيةً والتمسّك بما يريدون، نترك الأشياء تقع على الأرض لتنكسر، فنراها قبل وخلال وبعد الإنكسار، ونُرغم على تكميم أفواهنا، فيصبح صاحب الحق الذي يريد أن يقف على قدميه مرة أخرى عاجزٌ عن ذلك، عاجزٌ عن البناء، وعن البدء والإبتداء؛ مغرقينه في التحطم والنهاية والإنتهاء.

نعرف كم هو صعبٌ الإنكسار، الخذلان، والنسيان، ومع ذلك ننكسر، نُخذل، ننسى ونخاف.

حتى الأكسجين الذي نتنفسه الآن، أكسجين زنزانة انعزالية معتمة ليس فيها إلا بطانية وبعض البق، لم نكن نعرف أننا مرغمون على التخلي عنه، والوقوع دونه في أفخاخ الكلمات والعبارات الرنانة التي يمرون بها على قضيتنا مرورَ العابرين، ولم نعرف أن علينا نسيان الشكل الحقيقي له، وأن نخاف استنشاقه من جديد.

علينا أن نفقد الأمل بشكل كليّ وجذري، لا أن نفقده كما يحدث لنا هنا، ينتزعونه منا بلا أدنى إحساس أو ضمير، كما أن علينا ألا ندافع بوحشيّةٍ عن وحشيّتهم، كأن نموت نحن ويحيوا هم.

أتعرفون ما هي قيمتي الآن؟! والجوع يسحقني لليوم الثاني والثلاثين، قيمتي ليست بشيءٍ يُعد ولا أنا قابل للعدّ؛ إن لم يستمر أحد بعدي، فلا قيمة لجوعي، لا قيمة لبقائي، كما لا قيمة لبقائي حيًا!

صوت الإنهزام القادم من الخارج مثير للسخرية، بعد أن كنا نَضرُب الأمثال؛ صِرنا مثلا!!

يتركوننا في هذا الرحم المسخ، لكي لا نولد من جديد، يريدوننا أن نختنق في هذا الرحم، وتموت القضية.

لا أحد يعرف كيف تجري الحسابات هنا؟ لماذا نقرع الخزان ولا يسمعنا أحد؟! لماذا تغلقون آذانكم ؟!