على عادة كل عام تعج أسواق قطاع غزة قبيل شهر رمضان بأيام بالمتسوقين والمشترين، حيث تعكف عائلات القطاع في كل عام على التجهيز لاستقبال رمضان.

وعلى غير عادة الأعوام الماضية، تعيش أسواق غزة حالة من الانكسار، حيث يكثر الازدحام في أماكن الأسواق لكنها تندر بالمشترين، نظرا للوضع الاقتصادي التي يمر بها قطاع غزة، وسياسة الخصم من رواتب الموظفين.

أزمات قطاع غزة لم تعد تنحصر في أزمة رواتب موظفي غزة، التي تعود في جذورها إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2006، بل زادت لتشمل موظفي السلطة، والتي قامت حكومة الحمد الله بخصم ما نسبته من 30 إلى 50 % من قيمة رواتبهم للشهر الثاني على التوالي.

وقد أجمع عدد كبير من أصحاب المحلات والبسطات في سوق مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة والذي يعتبر من الأسواق الكبرى المكتظة في السكان، على قلة المشترين وكثرة البائعين، الأمر الذي يعرض البائعون للخسارة في الوقت والجهد والمال.

أسواق اجتاحها الفقر

أوضح بائع الأحذية عبد الرحمن هارون أن وضع تجار قطاع غزة أصبح كارثي، بفعل استمرار أزمة رواتب الموظفين، الأمر الذي فاقم الوضع المعيشي والاقتصادي لمزيد من السوء.

وأشار هارون إلى أن سوق النصيرات الذي يرتاده سكان قطاع غزة من كل مكان أصبح يشبه شارع الأشباح، نظرا لقلة المشترين، وقلة المشاهدين، فالتاجر الذي يتمكن من توفير راتب عماله وإيجار محله يعتبر نفسه ملك كل شيء.

وأرجع بائع الأحذية هارون السبب إلى الوضع الاقتصادي المعيشي الصعب الذي يعيشه سكان قطاع غزة من قلة رواتب واستمرار الحصار، مطالبا حكومة التوافق بسرعة حل مشكلة أزمة موظفي قطاع غزة، والعمل الفوري على تحقيق المصالحة الوطنية من أجل التخفيف من معاناة سكان غزة.

فقر في كل مكان

من جهته أعرب منسق فريق جود الشبابي المهندس محمد الطويل عن خيبة أمله من انتعاش الوضع الاقتصادي قبيل شهر رمضان على عكس آماله الذي عول عليها في نشاطات فريقه الخيرية قبل شهر رمضان.

وأشار الطويل إلى أن فريقه قام بتنفيذ عدد من المشاريع الخيرية متمثلة ببسطات لعدد من البائعين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مشددا على أنه خلال جولة تفقدية في سوق مخيم النصيرات أصابته الصدمة من عدم تواجد عدد من البائعين الذين وفر لهم بسطات متجولة.

وأوضح إلى أن السبب بعد الاطلاع يرجع إلى قلة المشترين الأمر الذي اضطر البائعين إلى البيع بالقرب من منازلهم قائلا :"تجد السوق يعج بالمارة لكنهم في النهاية يشترون ربطة جرجير بشيكل واحد ويعودون إلى منازلهم".

وألمح المواطن عدنان عماد إلى أن الأزمة الاقتصادية التي يتعرض لها موظفو قطاع غزة هي السبب الرئيسي في قلة المشترين.

وطالب عماد حكومة الوفاق وجميع الجهات المعنية بسرعة التحرك وإنقاذ آلاف الأسر الذين دخلوا تحت خط الفقر بسبب حرمانهم من رواتبهم.

من جهته طالب بائع الملابس محمد أبو زبيدة على ضرورة تحييد الأمور الإنسانية والمعيشية للمواطن الغزي من جميع المناكفات السياسية.

وأعرب بائع الملابس عن أمله في أن تحل أزمة موظفو السلطة في قطاع غزة خلال شهر رمضان كي تعود البسمة إلى مناطق القطاع المكلوم منذ رمضان الماضي، في ظل تصاعد أزمة الكهرباء، وإغلاق المعابر.