20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.07°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.07°
السبت 05 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

قمة الرياض ما بين الارهاب والجزية

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

وقف ترامب شامخا وسط أكثر من خمسين زعيما عربيا وإسلاميا في مدينة الرياض وقد طأطأوا رؤوسهم وأطرقوا أذانهم وشنفوا أنوفهم يستمعون لسيدهم الأبيض كي يعطف عليهم ويقدم لهم الحماية للبقاء على عروشهم ظانين أن ذلك سيطيل بقائهم على هذه العروش الزائلة إما بفعل شعوبهم أو بالموت.

ترامب صال وجال بعقول وخيال هؤلاء الزعماء لأنه يعرف ماذا يريدون ، ويعرف خوفهم ولهفتهم للبقاء أذلاء صاغرين ولديهم الاستعداد لدفع الجزية له لحمايتهم وبث الطمأنينة في قلوبهم ، وحصل على الجزية التي يريد 480 مليار دولار (صفقة القرن) قيل أنها صفقات ومشاريع واسلحة تخدم البلدين ، 110 مليار دولار ثمن اسلحة وقبل أيام كان هناك صفقة اسلحة قدرت بـ 3,5 مليار دولار، وبزعم كثير من المراقبين والخبراء ان هذه الصفقات وهمية وغير حقيقية ولكنها أموال تدفع لأمريكا حتى تسكت عنهم وتحمي عروشهم وتقيم تحالفا وهميا تحت عنوان عريض محاربة الارهاب..

عن أي إرهاب يتحدث ترامب وهو يمثل الراعي الحقيقي للإرهاب، فأمريكا وفق الواقع وبالنظر إلى الجرائم الكبيرة التي ارتكبتها في العراق وافغانستان تعد دولة إرهابية بامتياز، قتلت عشرات الالاف من المدنيين العراقيين ولازالت في عهده تقتل وتدمر في العراق ، ففي آخر غارة قامت بها الطائرات الامريكية على العراق قتلت أكثر من 250 عراقي، حاولت تنكر في البداية مسئوليتها ثم وصفت الغارة بأنها كانت بالخطأ، ثم أليس أمريكا من ترعى وتدعم الارهاب الصهيوني بكل آلات القتل والدمار وتوفر له الحماية الدولية والسياسية.

هل يعتقد ترامب أن الشعوب المحتلة عندما تقاوم المحتل هي تمارس نوعا من الارهاب، أو ان مقاومتها إرهابا؟ فعندما يتهم ترامب حماس بالإرهاب ليس لأنها هي إرهاب، وهو يعلم أن حماس وقوى المقاومة الفلسطينية تمارس مقاومة مشروعة ضد محتل للأرض وقاتل للشعب، والمقاومة للمحتل اقرته الشرع والقوانين الدولية، هل المقاومة التي يمارسها الشعب الفلسطيني أرهابا، أم اغتصاب الارض وتهجير السكان وارتكاب المجازر وشن الاعتداءات واعتقال الالاف في السجون من قبل الاحتلال الصهيوني لا يعد ارهابا، والغريب أنه يقول ذلك أمام أعجاز نخل خاوية لم تحرك ساكنا وهزت رؤوسها وهي لا تدري ما يقول.

من يظن أن ترامب يحمل مشروعا للسلام يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني ويمكنه من تقرير مصيره فهو واهم ، ترامب في كل كلماته هل تحدث عن دولة للفلسطينيين؟ هل قدم مشروعا أو خطة او مجرد رؤية للحل؟ ترامب كل همه كان تأمين حماية الاحتلال من خلال الدمج في المنطقة العربية، والدمج يعني إقامة علاقات كاملة بين العرب والاحتلال وهذا تحقيقا لرغبة نتنياهو الذي تحدث مرارا بأن السلام يبدأ أولا بالتطبيع مع العرب وهو الطريق لحل الاشكالية مع الفلسطينيين.

ترامب الصليبي الصهيوني زار السعودية كونها تمثل المسلمين، وزار القدس على أنها المدينة المقدسة عند اليهود، وهذا اعتراف كامل الاركان بأن القدس عاصمة الصهاينة وهو يخالف كل القوانين والمواثيق ، ثم زار الفاتيكان كمكان مقدس عند المسيحيين ، فهل فهم عباس والعرب ما يحمله ترامب ؟ هل فهم عباس أن حل الدولتين وهم عاشه سنوات وأن الحل هو التوطين والوطن البديل؟

أي إرهاب هذا الذي يتحدث عنه ترامب وهو يمارس الارهاب الفكري والسياسي على زعماء العرب والمسلمين بسيف التخويف والتهويل وخلق ( بعبع ) وهمي كي يبقي السيطرة على البلهاء الذين منحوه الجزية بمليارات الدولارات كي ينقذ نفسه ودولته من مستقبل اقتصادي قاتم ومن بطالة كانت تلوح بالأفق فجاءت صفقة القرن التي جنى منها ترامب 480 مليار دولار كمبلغ أولي سيتبعه مبالغ كثيرة.

نقول لترامب ولزعماء العرب والمسلمين ستزولون وستبقى مقاومة الشعب الفلسطيني مستمرة حتى تحقيق الحقوق وردها إلى أهلها وتحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الترب وعاصمتها القدس وقد يرى البعض منكم هذه الحقيقة ، (ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا).